الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انعدام في التركيز والتفكير مع الخوف والاكتئاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحياتي للدكتور المتميز/ محمد عبد العليم، الذي يبذل قصار جهده لمساعدة الناس.

أنا باختصار مدرس كنت أعمل في مدرسة العام الماضي، وكنت أعاني من أفكار وشعور غريب هناك، وهو خوف ورهبة وكآبة وانعدام كبير في التركيز والتفكير، هذا الشعور في المدرسة فقط!

كنت أعاني بشدة، كنت أبكي هنا في البيت وأقول: لماذا كل الناس ناجحون وأنا فاشل وجبان وحياتي غبية هكذا؟!

حاولت أن أعالج نفسي بنفسي ففشلت، ذهبت إلى طبيب نفسي فأعطاني أدوية كثيرة وغريبة منها واحد للصرع والفصام، وأخذت الأدوية وبدأت حالتي تزداد سوءاً أكثر وأكثر.

وازدادت الشكاوى من أولياء الأمور بأنني لا أصحح الواجب المنزلي للتلاميذ، وأنني لا أسيطر على الفصل، ويكون دائماً فوضى في حصتي أنا فقط، وكنت أتغيب يوماً كل شهر أو يومين وهذا كان ممنوعاً في هذه المدرسة، وكنت أتأخر بشكل مستمر في الصباح مع أنني أسكن قريباً من المدرسة، ولكنني يا سيدي كنت لا أرى كل هذه العيوب والأخطاء التي أفعلها، كنت فقط أرى وأركز بشدة أنني مريض نفسياً، ابتلاني الله بالخوف والرهبة والحظ السيئ والصراعات النفسية، كنت لا أرى كل هذا عندما كنت أعمل هناك، ولكنني الآن وبعد حوالي8 أشهر من رفضي من هذه المدرسة أرى أنني كنت أخطأ كثيراً جداً، ولكنني دائماً لا أعترف بخطئي ولا أتوقف عن الاستمرار في فعل الخطأ! نعم أنا أعترف الآن، كنت شخصاً غير مسئول ولست مريضاً نفسياً كما كنت أتوهم، فأنا لو كنت ملتزماً مثل الآخرين لما رفضت من العمل وأنا عاطل ضائع من ثمانية أشهر حتى الآن...

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو:
لماذا أنا دائماً أركز على أن عندي مشاكل نفسية كالخوف والرهبة وعدم التركيز ولا أرى نفسي كمخطئ ومقصر وغير مسئول وغير اجتماعي وهارب دائماً؟

لماذا أنا دائماً متوهم بالمرض ولا أتوقف عن تكرار الأخطاء نفسها والعيش الدائم في صراعات نفسية ليست لها نهاية دائماً؟!

أرجو الرد من الدكتور/ محمد عبد العليم، وتحياتي لهذا الموقع الذي هو نعم الصديق...وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ العمدة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

جزاك الله خيراً وبارك فيك، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا.

الأدوية المضادة للصرع والذهان التي أعطاك إياها الطبيب ربما بنى الطبيب اعتقادا قوياً أنك تعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية، حيث أن بعض الأدوية المضادة للصرع والذهان هي العلاج الأمثل لتثبيت المزاج ومنع تقلباته.

الصورة التي استطعت أن أرسمها أنك تعاني في الأصل من اكتئاب نفسي مما نتج عنه القصور في أدائك الاجتماعي والمهني، وكذلك الشعور بالخوف، ويعرف عن كثير من مرضى الاكتئاب أنهم لا يدركون أخطاءهم خاصة إذا كان الاكتئاب من النوع الذهاني أو إذا كانت هنالك علة في تركيبته الشخصية ويعرف أن هنالك أشخاص طبيعتهم عرضة لتكرار الأخطاء، وربما يكونون أيضاً عرضة للتعرض للحوادث والإصابات مثلاً.

توهم المرض هو جزء أصيل من الاكتئاب النفسي، وأنت الآن يا أخي على وعي كامل بصعوباتك في الماضي، وهذا في حد ذاته يجب أن يكون منطلقاً لتصحيح مسارك وفتح صفحة جديدة مع نفسك والآخرين.

يمكنك الآن البحث عن عمل جديد، فالتأهيل بالعمل هو من أفضل سبل العلاج النفسي، وعليك بالتواصل الاجتماعي واستثمار وقتك بصورة صحيحة، ولابد أن تبني صورة إيجابية عن نفسك، وأنصحك أيضاً أن لا تتردد كثيراً على الأطباء.

من وجهة نظري أيضاً أنك سوف تستفيد كثيراً من العلاج الدوائي، ومن أفضل الأدوية لمثل حالتك عقار يعرف باسم لسترال، ويسمى أيضاً باسم زولفت. أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر ثم ترفع الجرعة إلى حبتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى ثم تخفضها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر.

هذا الدواء من الأدوية السليمة جداً وغير الإدمانية، وهو محسن للمزاج كما أنه يعالج الخوف والقلق والرهاب والتوهم المرضي.

أسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً