الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الاستغفار كفيل بمحي الذنوب جميعها؟

السؤال

السلام عليكم..

هل الذنوب تمحى بالاستغفار ولا شيء يُرد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أروى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الله سبحانه سمى نفسه غفاراً ليغفر لنا، وسمى نفسه تواباً ليتوب علينا، وسمى نفسه رحيماً ليرحمنا، فله الحمد والشكر، وطوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً، ولا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار، وقد أسعدني سؤالك عن الاستغفار، فأكثري منه فإن فيه خيراً كثيراً ومرحباً بك في موقعك.

ونسأل الله أن يغفر لنا ولك، وأبشري فإن الله سبحانه يقول: ((وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ))[طه:82].

ولاشك أن هناك فرقا بين التوبة والاستغفار، والاستغفار كلام والتوبة عزم وتصميم وندم وإصرار على عدم العود ورغبة في تصحيح المسار، ولكن الاستغفار قد يطلق ويراد به التوبة، وكما أن الاستغفار يكون بعد الأعمال الصالحة كالصلاة، والمسلم إذا فرغ من الصلاة يقول استغفر الله ثلاثاً، وإذا فرغ من حجه يجد قول الله: ((ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ))[البقرة:199] رغم أنه في الحالين لم يكن في عصيان ولكنه بالاستغفار يجبر النقص ويكسر صنم العجب في نفسه، وقد مدح الله الأخيار فقال: (( كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ))[الذاريات:17] فلما جاء السحر جلسوا يستغفرون: ((وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون ))[الذاريات:18] كما أن الكبائر لابد فيها من توبة، بخلاف الصغائر التي تكفرها الصلوات والجمعة والعمرة والحسنات يذهبن السيئات.

والتوبة تمحو ما قبلها، والتائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، والله سبحانه يفرح بتوبة من يتوب، والتوبة الصادقة النصوح هي ما توافق عليها القلب واللسان وتوبة الكذابين يكون باللسان فقط ويظل القلب متعلق بالمعصية، وإذا أخلص الإنسان في توبته وأخلص في أوبته فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات.

ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً