الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنساها وأتخلص من حبي لها؟

السؤال

السلام عليكم

كيف أتخلص من حبي لفتاة أحببتها؟ وكيف أستطيع نسيانها؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحليم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلماذا أدخلت نفسك في هذا النفق المظلم؟ وهل باستطاعتك الارتباط بالفتاة شرعاً؟ وكيف سمحت لنفسك أن تنمو هذه العواطف دون أن يكون لها غطاء ومبرر شرعي؟ وهل الفتاة تبادلك المشاعر؟ وهل يمكن أن يقبل أهلك فكرة الخطوبة والزواج؟ وهل سيوافق أهل الفتاة؟ ولا شك أن الإجابة على هذه الأسئلة سوف تعينك على الوصول إلى الحلول المناسبة.

وأرجو أن تحرص على تصحيح العلاقة أو قطعها في أسرع وقت والاستغفار عن الذي حصل، ولا يخفى على أمثالك أن خطوات التصحيح تبدأ بإخبار أهلك برغبتك ثم التقدم لطرق باب أهلها فإن حصل القبول والتوافق عند ذلك ينبغي أن تستعد لإكمال المراسيم؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالنكاح ولا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها.

وأما إذا لم تكن عندك رغبة في مواصلة المشوار فعليك أن تبتعد عنها وتتفادى مقابلتها وتتخلص من كل ما يذكرك بها، وأرجو أن تشغل نفسك بالمفيد، وعليك بتلاوة كتاب الله المجيد، والتوجه إلى الغني الحميد، ولا تكرر هذا الخطأ فإن المؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين، كما أرجو أن تبتعد عن سائر الفتيات، وأن تغض بصرك فإنما لك النظرة الأولى وعليك الثانية، واعلم أن حفظ البصر حفظ لك وزكاة لقلبك وقد أحسن من قال:

متى أرسلـت طرفـك رائداً **** لقلبك يومـاً أتعبتـك المنـاظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر **** عليه ولا عن بعضه أنت صابر

فاتق الله في نفسك واعلم أن محافظتك على عرضك تبدأ من صيانتك لأعراض الآخرين، ولا تفعل مع بنات الناس ما لا ترضاه لأختك أو لعمتك أو لخالتك.

وفي الختام نعلن لك سعادتنا بك وبسؤالك الذي يدل على أنك على خير، وتذكر أن الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس، فراقب الله وتعوذ بالله من الوسواس الخناس.

نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر طه الغزالى

    جزاكم الله كل الخير على هذه الكلمات الطيبة والطريقة السليمة والسهلة فى وعظ وارشاد الاخرين ويجعله الله فى ميزان حسناتكم امين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً