الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب الأعراض التي اعترتني بعد سماع الرقية الشرعية؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 17 سنةً، حين يحين وقت الصلاة أشعر بثقل في قلبي وجسدي، وأحيانًا ثقل في لساني، وأن عقلي منشغل ومشتت، وقد قمت بالأمس بتشغيل رقية شرعية، فانتابني ألم قوي في معدتي وبطني، مصحوب بانتفاخ، فما السبب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجهول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

أولًا: نسأل الله تعالى أن يعافيك، ويصرف عنك كل سوء ومكروه.

ثانيًا: وصيتنا لك -أيها الحبيب- أن تستمر على ما أنت عليه من ذكر الله تعالى، وقراءة القرآن، والمواظبة على الصلاة، ولو وجدت في ذلك مشقةً أو ثقلًا، فاصبر، واعلم أن الأجر على قدر المشقة، كما أخبر بذلك النبي الكريم ﷺ.

ثم اعلم أيضًا علمًا يقينياً جازمًا أن مداومتك على ذكر الله تعالى هو الدواء والشفاء لما تعانيه، فأكثر من ذكر الله تعالى على الدوام، وحافظ على الأذكار الموظفة خلال اليوم والليلة، وأذكار الصباح والمساء، والنوم، والاستيقاظ، ودخول الخلاء، والخروج منه، والأذكار بعد الصلوات، ونحو ذلك من الأذكار؛ فإن ذكر الله تعالى هو الحصن الذي يتحصن به الإنسان من كيد الشيطان، كما أرشد إلى ذلك كتاب ربنا وسنة نبينا ﷺ.

فداوم على هذا، وستجد -بإذن الله تعالى- أنك ستخرج من هذه الحالة قليلًا قليلًا، وحاول أن تَرْقِي نفسك، وأفضل الرُّقى أن تَرقي نفسك بنفسك؛ فإن الرقية دعاء، والله تعالى قريب من المضطرين، وصاحب الحاجة قلبُه أقرب القلوب إلى الله تعالى لشعوره بالحاجة والاضطرار، فداوم على استعمال الرقية الشرعية، وارق نفسك بنفسك، واقرأ الفاتحة، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، والمعوذتين، {قل أعوذ رب الفلق} و{قل أعوذ رب الناس}، وسورة الإخلاص {قل هو الله أحد}، اقرأ هذا كله في ماءٍ وانفث فيه، واشرب منه، واغسل به جسدك، ولو استعنت بمن يُحسن الرقية الشرعية من الثقات الصلحاء فلا حرج عليك في ذلك، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل مكروه.

وبهذا تعلم -أيها الحبيب- أن المهم هو العمل الذي به تُخلِّص نفسك من هذه الحالة التي أنت تعانيها، وليس المهم هو تشخيص هذه الحالة، وما هو السبب، وما الذي أنت فيه بالضبط، لا تفتح على نفسك باب الأوهام والتخوف من شيء قد يكون أو قد لا يكون، إنما خذ بالأسباب، واعلم بأن لكل داء دواءٍ، كما أرشد إلى ذلك الرسول الكريم ﷺ بقوله: (ما أنزل الله داءٍ إلَّا وأنزل له دواء)، وقال: (تداووا عباد الله)، وأنت بهذه الإرشادات التي أرشدناك إليها تكون آخذًا بالسبب -إن شاء الله-.

نسأل الله تعالى أن يوفقك، وأن يأخذ بيدك، وأن يصرف عنك كل سوءٍ ومكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً