الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الطريقة الصحيحة لرقية بيتي وعائلتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو الرد في أسرع وقت، رجاء، وسأحاول الاختصار، وأرجو أن تدلوني بخطوات واضحة.

عائلتي تواجه العديد من العوائق والمشاكل في مختلف أمور الحياة، وهناك بعض الأقارب ينظرون إلينا، ويحسدوننا إذا حدث شيء في حياتنا، وهذا سمعناه بآذاننا منهم، إضافة إلى ما يقال عنا وراء ظهورنا.

أرجو أن تكون الفكرة واضحة، فهناك أدلة ومواقف كثيرة، لا يسعني ذكرها الآن، وكل ما أريده -نظراً لأني فتاة- ولا أريد تدخلات خارجية، -شيوخًا ورقاة- إلا كحلّ أخير لا يوجد غيره.

طلبي هو أن تخبروني كيف أرقي بيتي وعائلتي؟ اعتبروني أريد فك سحر، وأخبروني ماذا علي أن أفعل بنفسي؟ مثلًا: هل أقوم بقراءة القرآن أو برش الماء المرقي، وهل القراءة تكون بصوت عالٍ مسموعٍ أم منخفض؟

كيف أحلّ هذه المشاكل؟ أرجو أن تدلوني على الخطوات، وكم أستمر بها؟ وكم عدد المرات؟ وأين يكون الاهتمام أكثر؟ لأني قرأت عن إضافة الماء المرقي ومع الملح، فكم تكون كمية الملح؟

هل تشغيل سورة البقرة في المنزل يغني عن قراءتها؟ إضافة إلى أن والدي يرفض هذه الأشياء، فمثلاً الاغتسال بالسدر لن يتقبله، لذلك أريد أشياء أنا أفعلها بنفسي لا هم، وعدم توجيهي لفتاوى أخرى، لتكون الرؤية لي أوضح وأدق، لتحل هذه المشكلة -بعون الله- ثم بعونكم.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يعافيك، وأن يصرف عنك هذا الشر، إنه جواد كريم بر رحيم.

رسالتك لم تفصلي فيها المشكلة، ولم نتعرف إليها، ولا ندري هل هو سحر أم غيره؟ غير أنك ذكرت أنك متأكدة وعندك الدلائل، ونحن سنجيبك وفقاً لذلك، لكن ننبهك إلى أمرين:

1- الشيطان يعمد إلى إفساد العلاقة بين المسلمين، وخاصة الأقارب، ببث بعض تلك الظنون، فانتبهي.
2- ليس كل تغيير في البيت أو عوائق تحصل، أو مشاكل تحدث سببها السحر، لذا وجب التنبيه!

نعود إلى سؤالك، وسنفترض أن سحراً حصل في البيت، فكيف يمكن التعامل معه؟

أولاً: اعلمي -حفظك الله- أن السحر والحسد والعين كل هذا له علاج نافع، -بعون الله- وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك، والسحر والسحرة هم أضعف خلق الله أمام من تمسك بالهدي النبوي.

هذا أمر هام في البداية، حتى لا تقعي تحت تأثير الخرافة، الجن لا يملك من أمره شيئاً، ولا يستطيع أن يحرك ساكناً ولا أن يسكن متحركاً إذا لم يأذن الله في ذلك، وقد أخبرنا الله عز وجل أن الشيطان ليس له سلطان على المؤمنين، وعليه: فلا داعي للقلق أو الاضطراب، كما نريد منك الإيمان التام بأن الشافي المعافي هو الله، وأنه ليس لأحد سلطان عليكم، وأن أمرك بين يدي مولاكم لا غير، وهنا تهدأ نفسك ويستقر فؤادك.

ثانياً: تحصين البيت بالأذكار وقراءة القرآن، وخاصة سورة البقرة كل ليلة أول ما ينبغي عليك فعله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) رواه مسلم، ورواه الترمذي بلفظ: (وإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، لا يدخله الشيطان) ورواه ابن حبان بلفظ: (فإن الشيطان ليفر من البيت، يسمع سورة البقرة تقرأ فيه).

قال المظهري في شرح المصابيح: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر) يعني: لا تتركوا بيوتكم خالية من تلاوة القرآن، بل اقرؤوا في بيوتكم القرآن؛ فإن كل بيت لا يقرأ فيه القرآن يشبه المقابر في عدم قراءة القرآن.

قال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين: يعني إذا قرأت في بيتك سورة البقرة، فإن الشيطان يفر منها، ولا يقرب البيت، والسبب أن في سورة البقرة (آية الكرسي).

عليه: فاعلمي -أيتها الفاضلة- أن سورة البقرة متى ما قرئت في مكان، فر منه الشيطان، والأفضل القراءة فإن لم تقدروا فعليكم بالاستماع إليها، أو تشغيلها في البيت.

ثالثاً: المحافظة على الأذكار والأوراد الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويمكنك الاستعانة بكتاب (حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة)، وهي أذكار تحل محل الرقية في مثل حالة والدك الرافض، ويمكنك حثه على ذلك تديناً بدون ذكر ما يقلقه.

رابعاً: الرقية على الماء وصبها على كل فرد منكم، ويمكنك وضع الماء دون أن يعلم الوالد، كأن توضع في قارورة ما أو أي شيء بديل، وهي نافعة -بعون الله تعالى-، فقد ذكر ابن القيم أثراً في ذلك عن أبي حاتم عن ليث بن أبي سليم، قال: بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر -بعون الله-، تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور.

الآيات هي قوله تعالى: (فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين) [يونس81 ].
وقوله: (فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون) [الأعراف 118إلى120]، وقوله: (إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى) [طه69].

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، حين سألوه عن ذلك: ثبت في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في ماء في إناء وصبه على المريض، وبهذا يعلم أن التداوي بالقراءة في الماء وصبه على المريض، ليس محذوراً من جهة الشرع إذا كانت القراءة سليمة.

خامساً: اربطي الأسباب بالمسببات، وانظري في أي مشكلة تقع هل لها أسباب منطقية أم لا؟ فإن كانت هناك أسباب دافعة لذلك فأزيليها، لأن البعض يشتكي من تدهور الحال دون أن يدرك أنه المتسبب، وأن عليه أن يغير طريقته وأدواته، لكنه يتغافل ويربط الأمر بالسحر، ويبدأ بالعلاج، ولا يجد نتيجة، ويعيش هذه الدوامة المقلقة، لذا ننصحك بالنظر إلى هذه النقطة بعين البصيرة.

ليس هناك وقت محدد لما ذكرناه، لأنه في الأخير ذكر مستحب لك فعله، وإن كنت سليمة، كذلك هو تحصين لكم في البيت، لذا تعاملوا مع ما قد ذكرناه للمداواة والتحصين، وهو ذكر نافع وأجر ثابت.

نسأل الله أن يحفظكم وأن يرعاكم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً