الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي أسباب اختيار بعض الآيات للرقية عن البعض الآخر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرقية الشرعية هي مجموعة من السور والأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن كلما بحثت عن الرقية، أجد آيات أخرى، مثل: بداية سورة الصافات، وبداية سورة البقرة، إضافة إلى آيات أخرى من القرآن الكريم.

ولكن لماذا علينا أن نختار آيات محددة من القرآن الكريم؟ مثل آيات السكينة، بمعنى أي آية تذكر فيها كلمة السكينة، لماذا هذه الآية دون غيرها؟ ولماذا هذه الآيات تجلب السكينة ونسميها آيات السكينة؟

وعندما أقرأ الرقية الشرعية بماذا يجب أن أفكر؟ وأقصد هل يكون تفكيري بأن الله سيشفيني بها؟ أفيدوني كيف يكون ذلك، لأني أجد صعوبة في هذا الأمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

الرقية الشرعية هي الرقية الموافقة للشرع، التي لا تتضمن شيئًا محرمًا، وقد جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم وغيره، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى، ما لم تكن شركًا"، فهذه هي القاعدة العامة في باب الرقية، إن الرقية بأي كلام من الأدعية، سواء كان مما ورد في القرآن الكريم، أو في كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أو في غير ذلك من الأدعية، فإن ذلك جائز لا بأس به، ما لم يكن شركًا.

وقد اشترط العلماء ثلاثة شروط للرقية الشرعية:

الأول: أن تكون بكلام مفهوم، وأن تكون بأدعية لا إثم فيها ولا شرك، وأن يعتقد الإنسان أن النافع والضار هو الله سبحانه وتعالى، ولكن مع هذا كله أولى الرقى وأحسنها بلا شك هي الرقية التي استعملها النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو علمها للناس من خلال أحاديث واردة في الرقية، والإرشاد إلى آيات معينة من كتاب الله تعالى، أو سورة معينة كالفاتحة، والتداوي بالقرآن كله أيضًا من الرقية الشرعية؛ لأن القرآن شفاء، فكل القرآن شفاء.

وإن كان بعضه أعظم تأثيرًا من بعض، بحسب موضوعه، ولهذا جرب العلماء آيات معينة كآيات السكينة، كما ورد عن ابن تيمية -رحمه الله تعالى-، وابن القيم، وجماعة من العلماء أنها إذا قرئت جلبت السكينة؛ وذلك لأن موضوعها عن السكينة، فلا حرج أبدًا في أن يقرأ الإنسان آيات من القرآن الكريم، لم ترد في رقية النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو في تعليمه، لأن القاعدة العامة: (أن القرآن كله شفاء)، كما قال الله -عز وجل-: {وننزل من القرآن ما هو شفاء للناس}، وقال: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور}.

وأما بماذا نفكر حال قراءة الرقية الشرعية؟ فالجواب سهل يسير: وهو أننا ينبغي أن نربط قلوبنا بالله تعالى، ونحسن الظن به في أن ما نفعله من هذا السبب هو جالب للشفاء، والعافية بتقدير الله تعالى، وإنما نأخذ بالسبب الذي كلفنا الله تعالى الأخذ به، وإلا فإن الأمور كلها من عند الله، وهو المقدر، وهو الذي جعل الأسباب أسبابًا، فيتفكر الإنسان في قدر الله تعالى، ويذكر نفسه بفضل الله تعالى ورحمته، وأنه الذي أوجد الداء، وهو القادر على الشفاء.

ويتفكر في الوقت نفسه أن الله -سبحانه وتعالى- قد يبتلي الإنسان، ويختبر صبره بما يقدره عليه من الأمراض، وربما طال أمد هذا المرض إلى مدة، لعلم الله -سبحانه وتعالى- أن الخير في ذلك، وهكذا ينبغي أن يكون القلب مربوطًا بالله تعالى، مؤمنًا بقضائه وقدره، ومؤمنًا بحكمة الله تعالى ورحمته، وأنه لا يفعل شيئًا سدى، ولا يقدر شيئًا عبثًا، فيستقبل المؤمن الأقدار التي تأتيه بالرضا واليقين، وبذلك تقوى نفسه، فتدافع المرض، ويزول عنها الألم -بإذن الله تعالى-.

نسأل الله تعالى أن يبصرنا وإياك بديننا، وأن يقدر لنا ولك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً