الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يتشاجر معي دون أن يوضح لي سبب الشجار، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دائمًا يتهمني زوجي بأني أجرحه وأكرر الأخطاء، وأنني لا أقدره، وأسيء إليه، ومقصرة، وغير مقدرة له، وأنني سبب لخيبات أمله!

مع العلم أننا عندما نتحدث، لا يخبرني عن أحزانه، أو ما أغضبه مني، بل يظل يقول لي: فكري أنت ماذا عملتِ؟ ويكون قبل الموقف الذي غضب منه لا يوجد أي مشكلة، ولا أعرف السبب، وبعدها يبدأ في الشجار معي؛ لأنني لا أعرف السبب، وأكون أنا المخطئة لسبب لا أعرفه، وهو طويل الخصومة، ولا يهدأ سريعًا.

ماذا أفعل؟ لقد تعبت، ولا أعرف كيف أتصرف معه!

مع العلم أنه في كل مرة قبل حدوث المشكلة لا توجد بوادر مشكلة، ولكنه يتهمني بها، ثم تبدأ المشاكل والضيق، ولا تنتهي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بكِ -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكرك على الاهتمام والحرص على التواصل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكِ على الخير، وأن يهدي زوجكِ إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

لا شك أن الزوج الذي تحدثتِ عنه له إيجابيات، ولذلك ننصحكِ بدايةً بتذكر ما عنده من إيجابيات عندما تظهر هذه السلبيات؛ واجتهدي في معرفة الأمور التي تزعجه، كما قالت المرأة الصالحة: "ماذا تحب فآتيه، وماذا تكره فأجتنبه؟".

وينبغي له أيضًا أن يسأل نفسه السؤال ذاته: "ماذا تحبين فآتيه، وماذا تكرهين فأجتنبه؟"، فالعلاقات الناجحة بين البشر تقوم على هذا، تقوم على رعاية الشريك ورعاية الصديق ورعاية الزوجة أو الزوج، تتبع الأمور التي تعجبه وتجنب الأمور التي تحزنه، وهذا مطلوب من الطرفين.

ولكن لأنك تواصلتِ معنا، ونحن نشكركِ على التواصل مع موقع شرعي إسلامي استشاري، فأنت الراغبة في الخير ونحيي فيك هذه الروح، ونتمنى أيضًا أن تشجعي زوجكِ على التواصل مع الموقع؛ حتى نتمكن من محاورته ومناقشته، ليستمع إلى الملاحظات والوصايا من إخوانه وآبائه من الرجال، فنسأل الله أن يعينكما على الخير.

مرة أخرى: ندعوكِ إلى البحث عن قواسم مشتركة، والاقتراب من الزوج، وتجنب الأمور التي تزعجه؛ لا شك أنكِ بعد هذه العشرة تعرفين الأمور التي تضايقه، ولا مانع بعد ذلك من أن تسأليه أيضًا ماذا يريد منكِ بالضبط في حوار هادئ، تخرجين به ما في نفسه. ودائمًا نحن نريد أن نقول إذا غضب الرجل من زوجته، فينبغي للمرأة أن تبادر بعد ذلك في وقت هادئ، تبين له أنها تحبه، لكنها مكسورة الخاطر؛ لأنه حصل منه كذا وكذا، وعندها سيضطر الرجل إلى الاعتذار، وسيضطر للاعتراف، وسيبين لها سبب هذا التوتر الذي يحصل منه.

إذا كان الرجل يغضب منكِ لأسباب لا تعرفينها، فهذا يحتاج إلى أن نتكلم معه، لا شك أن هذا موطن إشكال؛ لأن الإنسان ينبغي أن يعرف الأمور التي تُغضب الآخر منه، لكن نحن أيضًا نعوّل على ذكائكِ في التعرف إلى هذه الأمور التي تزعج الزوج وتفاديها.

نسأل الله أن يعينكِ على الخير، ونؤكد لكِ أنه لا يخلو بيت من المشاكل، وأرجو أن تأخذي الأمور بحجمها المناسب، وإذا ذكّركِ الشيطان بالسلبيات، فتذكري ما فيه من الإيجابيات.

ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير وفي الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً