الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي لا يحترمني ولا يقدر جهودي، فهل الانفصال أفضل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زوجي شخص لا يحب المشاركة في المنزل بأي شكل من الأشكال، لا مذاكرة، ولا تركيباً، ولا تصليحاً، ولا أعمالاً منزلية، ولا غيرها، ويغضب عند التقصير في أي حق من حقوقه، مثل: خرج بدون إفطار، استيقاظ الأولاد متأخرين، عدم كي الملابس، ومهما كانت ظروفي، حتى لو نمت الصبح بسبب طفلتي الصغيرة فهو لا يتفهم، ويكتم غضبه، ولو غضب يرفع صوته ويهينني.

اتفقنا على عدم الغضب، وعلى احترامي، حاول، ولكنه لا يرتاح لأني أغضبه وأضايقه، فيشتمني لأنني أخطات.

لن أترك حقي في وجوب معاملتي بالحسنى، ولن أعود كالسابق، فعمر زواجنا 16 سنة، وفقدت الأمل في أن يتغير، فهل الفراق أفضل؟ فنحن نعاني، ورغم كل ما أفعله يرى أني مقصرة ومتراخية!

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم مدى صعوبة الوضع الذي تمرين به، وأعترف بالجهود التي تبذلينها في محاولة إدارة الوضع في المنزل وتحمل المسؤوليات، بينما تواجهين تحديات في علاقتك مع زوجك.

1- قبل اللجوء إلى الانفصال، قد يكون من المفيد محاولة فتح قنوات حوار جديدة وصريحة مع زوجك، يمكن أن يكون هذا من خلال جلسة هادئة، حيث تعبرين عن مشاعرك وتوقعاتك بصراحة ووضوح، مع الإصغاء إلى وجهة نظره أيضًا.

2- قد يكون من المفيد أيضًا اللجوء إلى استشاري علاقات زوجية، هذا النوع من الدعم يمكن أن يساعد في توفير أدوات واستراتيجيات لتحسين التواصل وحل النزاعات.

3- من المهم أن تقيمي وضعك الحالي بشكل واقعي، وأن تحددي ما إذا كان هناك إمكانية حقيقية للتحسن والتغيير، في بعض الحالات قد يكون الانفصال الحل الأفضل إذا كان الضرر النفسي والعاطفي يتجاوز الإمكانية للإصلاح.

4- من المهم أيضًا أن تأخذي بعين الاعتبار صحتك النفسية ورفاهيتك، والحصول على دعم نفسي لنفسك قد يكون مهمًا لتقوية ثقتك بنفسك، وقدرتك على اتخاذ القرارات الصحيحة.

5- إذا كان لديكما أطفال، من المهم أيضًا أخذ رفاهيتهم بعين الاعتبار، وكيف يمكن أن يؤثر الانفصال أو الاستمرار في العلاقة لأجلهم.

6- في النهاية، الاستخارة والدعاء وطلب الهداية من الله مهم جدًا في مثل هذه المواقف، والتوكل على الله، وطلب الصبر والقوة يمكن أن يكون مصدر قوة وتوجيه في هذه الأوقات الصعبة.

تذكري أن مشكلتك مع زوجك هي مشكلة (إدارة علاقات) و (إدارة انفعالات)، إن كان يمكنكما الالتحاق بدورات عبر النت تقدم لكما توجيهات حول هذين الموضوعين فسوف تحلان كثيرًا من المشاكل العالقة بينكما، وإن لم تتوفر دورات مباشرة، فهناك مقاطع مسجلة حول هذين الموضوعين، يمكنكما الاستماع والاستفادة منها.

الفكرة الشائعة هي أن الناس يعتقدون أنهم لا يستطيعون تغيير طباعهم؛ وهذا غير صحيح، بل إن الطباع يمكن تغييرها وتعديلها، كما ورد في الحديث النبوي: (إنما العلم بالتعلم وإنما الصبر بالتصبر وإنما الحلم بالتحلم).

لذلك على الزوجين تحمل مسؤوليتهما في تعديل هذه الطباع حتى يستطيعا التعايش بقية حياتهما الزوجية، والمحافظة على سفينة الأسرة من التصدع.

أسأل الله أن ييسر لكما كل خير، وأن يهديكما لما فيه صلاح حالكما وأولادكما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً