الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تتعامل بما يرضي رغباتها ولا تهتم بحقوقي.. فماذا أفعل؟

السؤال

زوجتي في أي فعل تفعله أو فكرة تخطر لها، تتماشى بما يرضيها ويرضي أهواءها الشخصية ويريحها، بدون التفكير بما يرضيني، أو أن ما تفعله يمكن أن يزعجني، وعندما أعبر عن انزعاجي تحزن أحياناً، وأحياناً أخرى تحاول أن تبرر أنه بغير قصد، وأيضاً تحاول دائماً أن تجعلني أحس بالامتنان أني تزوجتها؛ من باب أنها أفضل مني، مع أنها لا تذكرها بصريح العبارة، وعندما أطري عليها مثلاً بجمالها، يكون ردها: إني دائماً كذلك، لدرجة أني أصبحت لا أطيق أن أطريها؛ لأني أحس أن كلامي وعدمه واحد، وتحاول دائماً أن يكون الجماع بمزاجها، وعند رغبتها هي، وعندما تتمنع تتعذر بالتعب أو الإرهاق!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ س حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أخي الفاضل- في استشارت إسلام ويب.

من الواضح أن هناك مشاكل في التفاهم والتواصل بينك وبين زوجتك، وهذه المشاكل قد تؤدي إلى الشعور بالإحباط وعدم الرضا، يحتاج كل واحد منكما أن يعرف حقوق الآخر وواجباته التي بينها الشرع، كما أن انتظار كل طرف أن يبادر الآخر يتسبب في زيادة المشكلة، وأيضاً تجاهل احتياجات كل طرف، وعدم فهم الحقوق أيضاً يزيد من المشكلة.

لذلك -أخي- إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع هذا الوضع بشكل إيجابي، وتجنب زيادة المشكلة:

أولاً: التواصل الصريح والهادئ، حاول أن تكون واضحاً في التعبير عن مشاعرك واحتياجاتك بدون تجريح أو انتقاد مباشر، اشرح لها أن تصرفاتها تؤثر عليك، وتشعرك بعدم التقدير أو الراحة، اختيار الأوقات المناسبة، واللغة اللطيفة والهادئة يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر.

ثانياً: الاستماع المتبادل، بعد أن تعبر عن مشاعرك، اسمح لها بالتحدث والاستماع إلى وجهة نظرها، قد تكون لديها مشاعر أو مشاكل لم تكن تعلم بها، النقاش والحوار مهم جداً، خصوصاً في الأوقات الهادئة، التي يمكن فيها سماع كل طرف للآخر بهدوء.

ثالثاً: طرح الحلول الممكنة، اقترح بعض الحلول التي قد تساعد في تحسين العلاقة، واطلب منها أن تضع أيضاً حلولاً، مثل تخصيص وقت للتحدث عن الأمور المهمة، أو محاولة تنظيم الأنشطة المشتركة بما يرضي الطرفين، حاولا أن تناقشا هذه الحلول بشكل مشترك ومرضٍ.

رابعاً: تقدير حجم المشكلة، المشاكل تختلف من حيث خطرها وحجمها؛ فقد تكون هناك حاجة لتفاهم مشترك، حول كيفية تلبية احتياجات كلا الطرفين، خصوصاً العلاقة الخاصة، لا بد من تقديم تنازلات من الطرفين؛ لإيجاد توازن في هذا الجانب المهم والخطير في استقرار الزواج، الحوار مع عدم تجاهل الحديث عن تلك الاحتياجات يساعد في حلها، أما الخجل والتجاهل، فيسبب عدم استقرار الزواج بأكمله.

خامساً: لغة الامتنان والتقدير المتبادل، من أعظم ما يساعد الزوجين على تجاوز الكثير من المشاكل اعتياد لغة الامتنان المتبادل، كل طرف يقدر تعب الآخر وجهده، ولا يكتم ذلك في نفسه، بل يعبر عنه بعبارات الامتنان والحب والتقدير، وأيضاً الهدية والشكر والثناء، وإعطاء مساحة وقت خاصة لكل طرف، كل هذا مما يساعد على تقليل أجواء المشاكل.

أخيراً -أخي- مثل هذه المشاكل تحتاج لثقافة التواصل والتفاهم المتبادل، ولا يمكن حدوث ذلك إلا بالخروج من أجواء التوتر والقلق، ولا بد من عدم ترك مثل هذه المشاكل دون حوار أو حل؛ حتى لا تبقى ملفات مفتوحة من المشاكل تتراكم مع الوقت.

اجتهد في الدعاء والتضرع لله أن يصلحك ويصلح زوجتك، ويذهب ما بينكما من نزغات الشيطان، واجتهد أن يكون لكما نصيب من الأعمال الصالحة المشتركة، كقيام الليل، والصيام، وكفالة الأيتام، ونحوها، فهذه الأعمال تزيد من روابط الأسرة، وتقوي العلاقة الزوجية، وتجعلها سكناً ورحمة -بإذن الله تعالى-.

وفقكما الله ويسر أمركما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً