الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زميلي وعدني بالزواج ثم خطب فتاة أخرى وخذلني!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 23 سنة، طالبة طب في سنواتي الأخيرة -الحمد لله-، وأنا ملتزمة دينيًا وأخلاقيًا، قبل 4 أشهر وخلال عملي بالمستشفى، أخبرني زميلي بواسطة زميلة أنه يرغب بالزواج مني، ويريد دخول البيوت من أبوابها، فهل يوجد قبول مبدئي عندي أم لا؟ فرددت أهلًا وسهلًا، وهذه الأمور تتم عن طريق البيت والأهل.

أخذ الموافقة ولم يحضر، ومرت الأيام، وكان يراسلني عبر الواتس اب من أجل العمل والاطمئنان عليّ، وكنت أرد على قدر الإجابة من باب الزمالة فقط، بعد فترة لاحظت انتشار الخبر في المكان الذي أعمل به، فصارحته أن هذا الأمر لا يرضيني، فقال: إن نيته الزواج، ولا ينوي الدخول بعلاقة محرمة، وحاليًا لديه ظروف تمنعه من التقدم لي بشكل رسمي، وأكد لي مرارًا صفاء نيته.

مرت الأيام وما زال يراسلني من أجل الاطمئنان والحديث معي، وحديثنا بمواضيع محدودة، وفي كل مرةٍ أشعر بأنه تجاوز الحدود أذكره بها، وأني لا أرضى بذلك، ولا أريد أن أغضب الله، وفي كل مرة يؤكد كلامي ويذكرني بظروفه، فألتمس له الأعذار، وأحسن الظن به وبعقله ووعيه.

أوهمني ووعدني بالزواج بغطاء ديني، وأن نيته الخير والحلال، وصدقته لدرجة أني أخبرت والدتي بأمره، وحينما لاحظت بأنه يماطل بالأمر قلت له: لا أريد أن نتحدث أبدًا، إما أن تأتي وتتقدم بخطوة رسمية، أو تتركني لحين مقدرتك على ذلك، فطلب مني مهلة لمدة يومين ووافقت، واختفى يومين ثم عاد وراسلني للاطمئنان دون أن يقول أي شيء حول موضوع ارتباطنا، فلم أظهر له اهتمامي، وكان يراسلني بشكل شبه يومي، ثم أرسل لي: سامحيني أنا خطبت، كيف وقد كان قبل يومين يطمئن عليّ؟ وهذا يعني أنه خلال فترة 4 شهور السابقة لم يكن صادقًا، وكان يتلاعب حتى آخر الأيام قبل خطبته، أنا أشعر بالصدمة والظلم، ولا أستطيع مسامحته أبدًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بيسان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال.

ونحيي حرصك على تأسيس علاقة تقوم على قواعد الشرع، ونتمى أن يكون درسًا مفيدًا بالنسبة لك، ونحن لا نؤيد الشاب المذكور في الذي حصل منه، لكننا نعود ونذكرك بأن الخير فيما اختاره الله، والأمر كما قال عمر بن عبد العزيز: "كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار"، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ولا نريد أن يأخذ الموضوع أكبر من حجمه، وهذا الشاب سيُعطى على نيته، إن كان مخادعًا كاذبًا فويل للكاذبين، والأمر بينه وبين الله تبارك وتعالى، لكن ينبغي أن يكون في الذي حصل مزيد من الدروس بالنسبة لك كفتاة حتى تزدادي حرصًا.

ونتمنى في المستقبل عند الرغبة في تأسيس أي علاقة أن تكون مضبوطة بقواعد الشرع، فلا لتقديم التنازلات، ولا للقبول بالتجاوزات، أفضل شيء للشاب والفتاة عدم التفكير في الارتباط إلا عندما يستعدا لذلك، وقد أحسنت عندما طلبت أن يأتي لداركم من الباب، ومقابلة أهلك الأحباب.

لا تحزني على فوات هذا الخاطب؛ فأنت لا تدرين هل ستسعدين معه أم لا، وقد ذكرنا الله في مثل هذه الأحداث بقوله سبحانه: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) فطيبي نفساً، واحمدي الله على قدره واختياره، وسليه أن يختار لك الخير، واعلمي أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك.. كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ولا تقفي طويلاً في التفكير هل كان يتلاعب بك أم لا، فلن تستفيدي من هذا غير الحزن، وهذا ما يريده الشيطان أن يصيبك به؛ وكما ذكرنا لك ففي الذي حصل درس لك، فالتفتي إلى اهتماماتك ومشاغلك، وفوضي أمر زواجك لله سبحانه أن يرزقك الزوج الصالح.

فنسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأن يلهمنا جميعًا الصبر والسداد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً