الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تفسير حدوث الأشياء التي تحدثني بها نفسي؟

السؤال

السلام عليكم.

كلما حدثتني نفسي بشيء يحدث هذا الأمر بعدها، وقد بدأ يحدث ذلك معي بشكل ملحوظ وكثير؛ مما سبب لي القلق، وأن هذا من حديث الشيطان، ولكني أعلم جيدًا أنه لا يعلم الغيب إلا الله، فما قولكم في ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال المختصر.

الذي فهمته من سؤالك -أخي الفاضل- أنك إذا فكّرت في أمرٍ ما، فما هو إلَّا وقتٌ حتى تجد أنه قد حدث.

أخي الفاضل: نعم إن مثل هذه الظاهرة ربما تُشير إلى شيءٍ من الذكاء العاطفي، أو الاجتماعي، والذي يتلخص في قدرة الإنسان على جمع بعض المعطيات البيئية، والأسرية، والاجتماعية، والنفسية المُحيطة به، ثم يقوم عقله بشكلٍ غير واعٍ بتجميع هذه الأشياء ليرى أنها مُقدّمة لأمرٍ مُعيَّن، مثل: نشرة الأحوال الجوية، فهم لا يعلمون الغيب، ولكن يقيسون ارتفاع الغيوم، وسُرعتها، ودرجة حرارتها، واتجاهها، وبالتالي يمكن أن يتوقعوا بأن الأمطار ستهطلُ في هذا المكان أو ذاك، وهذا كلُّه ليس ضربًا بالغيب، وإنما هو قراءةٌ لبعض المعطيات الموجودة في السماء، ولكل أمر يحدث في الكون له أسباب.

نفس الأمر هناك بعض الناس يمكن أن يقرؤوا بعض المؤشرات الموجودة في بيئتهم، وأسرهم، وحياتهم، وبالتالي يمكنهم أن يتوقعوا بالذي سيحصل.

المشكلة هنا -أخي الفاضل- أن الذي يُلاحظ مثل هذا سيُصبح انتقائيًا، بحيث أنه قد لا يعود ينتبه إلى الأمور التي فكّر فيها وحصلت.

أكيد أن هناك أمورًا فكّرت فيها ولم تحصل، ولكن مع الوقت يُصبح انتباهك انتقائيًا، فلا تعود تنتبه إلَّا إلى الأفكار التي حصلتْ ووقعتْ في الواقع، بينما هناك أحداث كثيرة يوميًا تتوقعها، أو تُفكّر فيها، إلَّا أنها لا تحدث، وتقومُ بصرفها عن ذهنك.

هذا ما لديَّ في هذا السؤال، وعلى كلٍّ: لا أعتقد أن الأمر يحتاج إلى تشخيصٍ، أو علاج، وإنما هي ظاهرة طبيعية، حاولْ أن تستفيد منها في قراءة المعطيات المحيطة بك، لتتخذ من خلالها القرارات السليمة.

أسأل الله تعالى لك أن يحفظك، ويتم نعمه عليك ظاهرةً وباطنةً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً