السؤال
السلام عليكم
أنا متزوجة منذ سنة ونصف تقريبا، زوجي -ولله الحمد- إنسان كريم، وخلوق، ومحترم، ويخاف الله، ولكن مشكلتي معه أنه يتكلم مع نفسه كثيرا، أول مرة سمعته كدت أن أجن؛ لأنه لم يسبق لي أن سمعت أحدا يكلم نفسه أبدا، سألته عن ذلك فبرر لي أنه أمر عادي، وأنه يكلم نفسه: لماذا لم يفعل كذا وكذا؟ ولكن الأمر زاد عن حده، صار يفكر كثيرا بصوت مسموع في الحمام -أعزكم الله-، أو في السيارة، أو في كل مكان، وإذا انتبهت له يسكت، وإذا مر الوقت يتمتم بينه وبين نفسه.
صارحته، وأخبرته بأنه يجب أن يتعالج قبل أن تتطور الحالة عندك، فرفض رفضا شديدا، وأنه على حد قوله: "ليس مجنونا"، وصار قليل النوم بسبب كثرة التفكير، وتأتيه حالة لفترات ثم تزول، مع أن طبعه اجتماعي وضحوك ويحب الأحاديث الطيبة، ولكن عندما تأتيه الحالة يصبح وكأنه لا يسمعني، فأضطر لأن أعيد عليه الكلام حتى ينتبه.
أنا أعيش في حالة لا يعلم فيها إلا الله، فأنا أراقبه في كل تصرفاته، وقد تعبت جدا، فهو رجل كتوم جدا، ولا يشتكي، ولا يتذمر، ويمر بظروف مادية صعبة، وأنا أعذره، وحاولت أن أكلمه وأوضح له بأني سأساعده وأقف لجانبه، ولكن لا أريده أن يفعل بنفسه ذلك، فقال: إنه يريد أن يؤمن مستقبلنا، ولكني خائفة عليه وعلى حياتي معه.
أنا إنسانة حساسة، وأحاول أن أصبر وأكتم بداخلي، ولكن سرعان ما أنفجر.
ما نصيحتكم لي جزاكم الله ألف خير؟
وشكرا لكم.