الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضيق شديد من العمل لا يزول إلا بتركه، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسأل الله أن تكونوا في أحسن حال، وسأبدأ بطرح مشكلتي عليكم، وبإذن الله تكونون سببًا في حلها.

مشكلتي هي: قبل أن أذهب إلى أي عمل أكون مبسوطًا، ولكن عندما يكون العمل غدًا، أو عندما أذهب إليه أشعر بضيق وخوف، وهمّ كبير، لدرجة أني أريد تركه، وأحس بوجع في القلب شديد، وعندما أترك العمل كل هذا يزول، ولكن يأتيني تأنيب ضمير أني لا أعمل، وأنظر إلى فلان، وفلان، والذي يتعبني أكثر هو أن أهلي ظروفهم ليست في أحسن حال، والحمد لله على كل حال، وهذا يتعبني، حيث إني لا أساعدهم!

وللعلم: أنا أعاني من وساوس وأفكار سلبية كثيرة، وآسف لو أطلت عليكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

ما دامت الرغبة في العمل لديك في البدايات، فهذه بشارات كبرى تدلُّ على أن مستوى الدافعية لديك ممتاز جدًّا، لكن بعد ذلك ما يُصيبك من إحباط؛ ربما يدلُّ على أنك لا تُقدّر قيمة العمل وأهميته بالصورة المطلوبة، هذا مع احترامي لشخصك الكريم.

فيجب أن تعيش رحلة العمل كاملة، العمل منذ بدايته واستمراريته، ثم المكافآت التي تأتي منه، وكيف أن العمل هو فرصة للإنسان ليطور مهاراته، ليتفاعل مع الآخرين، ليكتسب معارف جديدة، والعمل باب من أبواب الرزق المشروعة والطيبة، فيجب أن تعيش هذه الرحلة المزاجية، كما أحب أن أسمّيها، والإنسان إذا عاش في تفاصيل الشيء وامتلك نواصيه وألمَّ بكل تفاصيله، يستطيع أن يحبه وأن يقدم عليه بكل شجاعة.

فإذًا لا تأخذ فكرة العمل كفكرة عرضية وعابرة، لا، العمل جزء منك، ويجب أن يكون جزءًا من تطوير شخصيتك ومهاراتك.

أيضًا أنصحك بأن تقرأ عن طبيعة عملك، تقرأ عن خطة العمل، تقرأ عن متطلبات الوظيفة، تقرأ عن كيفية التعامل مع الآخرين من زملاء العمل، وغير ذلك.

هذه -يا أخي- هي الطريقة التي تجعلك دائمًا تحب عملك، وأنصحك دائمًا أن تذهب مبكّرًا للعمل، يجب أن تكون في مكان عملك على الأقل قبل ربع ساعة من بداية العمل.

إذًا الأمر كله أمر معرفي، فكري، وجداني، سلوكي، تعرَّف إلى العمل بصورة أفضل وبصورة تفصيلية، وإن شاء الله تعالى تحب عملك.

أمَّا بالنسبة لما تعانيه من وساوس وأفكارٍ سلبية؛ فالوسواس يُبتر من خلال تحقيره، وعدم الخوض فيه، وصرف الانتباه عنه تمامًا، أمَّا الفكر السلبي فدائمًا يُستبدل بفكرٍ إيجابي؛ لأن الله تعالى قد خلق الكون في ثنائية عظيمة، كل ما هو سلبي يُوجد ما يُقابله ممَّا هو إيجابي، فعلينا أن نتخيّر، والإنسان فطرته تدعوه لأن يتخير ما هو أطيب.

اقضِ على الفكر السلبي من خلال هذه الآليات، وأنصحك أيضًا أن تُحسن إدارة وقتك، وأن تتجنب السهر، أن تمارس الرياضة، أن تقوم بالواجب الاجتماعي على أفضل ما يكون، أن تصل رحمك، أن تكون شخصًا فعّالًا في أسرتك وبيتك، وأن تكون بارًّا بوالديك، احرص على العبادات، خاصةً الصلاة على وقتها.

هذه كلها -إن شاء الله- تعتبر دعائم نفسية كبيرة جدًّا، تؤدي -إن شاء الله تعالى- إلى نتائج إيجابية جدًّا فيما يتعلق بالعمل، وإن شاء الله تعالى تحببّك للعمل، وسوف تتحسَّن الدافعية لديك، وأنت لست في حاجة لأي علاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً