السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في السابعة عشرة من عمري، أعاني من مشكلة رئيسية نتج عنها مشكلات فرعية أخرى، فأنا -ولله الحمد- أتميز بصفة متأكدة من وجودها داخلي، لكن عدم إدراك أي شخص من حولي لها جعلني أشك بوجودها، وهي أنني عندما أرى أي شخص أمامي، حتى لو كنت أقابله للمرة الأولى، أشعر بما يشعر به من الداخل، أي حزن أو فرح، رغم أن ما أظهره للناس يكون مخالفاً، لكنني أستطيع الوصول لأعماقهم وإدراك حقيقة شعور من هم حولي من الناس، حتى من دون أن يتكلموا.
المشكلة الكبرى أنني أحزن لمن حولي وأفرح لهم، أي أشعر بشعورهم، بغض النظر عن ما أنا فيه من حزن أو سعادة، لكن للأسف لا يوجد أي شخص حولي يفهمني أو يدرك أي جانب من شخصيتي، وحتى أقرب المقربين لي لا يعلمون بشخصيتي، فعندما أسألهم عن رأيهم في شخصيتي لا يتمكنون من قول أي شيء عني، فلا أعلم ما السبب؟ هل لأنني غامضة؟ أم لا أتكلم كثيراً؟ أو لبراعتي في إخفاء مشاعري؟
فأنا غالباً لا أكون حزينة مع أنني من الداخل محطمة، وأنا أيضاً لا أبكي، لأنني عودت نفسي منذ الصغر على مسح دموعي عندما أبكي، لأنني أعتبر الدموع ضعفاً، حتى أصبحت لا أبكي أبداً، مع أنني حساسة لأقل كلمة تقال لي، لكنني لا أظهر ذلك، وفي نفس الوقت لا أستطيع البكاء، وكل الحزن والألم الذي أشعر به أحبسه في داخلي، والناس يعتقدون أني عديمة الإحساس! لأنني لا أبكي ولم يستطع أي أحد أبداً أن يدرك أي جانب من شخصيتي سواء حساسيتي أو إحساسي بالناس، لذلك أشعر بوحدة قاتلة، فأنا عندما أتضايق لا أجد من أبوح له بحزني وألمي، فأشعر بوحدة قاتلة، مع أن جميع أقربائنا يلجئون إلي في مشاكلهم وأقف إلى جانبهم بكل استطاعتي وأساعدهم، وكلهم أكبر مني سناً، وكل الحزن الذي يشعرون به ينتقل إلي، وطبعاً لا أستطيع التخلص منه، وظهرت نتيجة كل هذا الحزن في داخلي إلى الخارج، فأنا منهكة دائماً، ولست قوية أبداً من ناحية الجسد، وإذا ما بذلت مجهوداً قليلاً أتعب فوراً، ولا أعلم ما الحل، حتى أني لجأت للكتابة عن ما يضايقني لكن لا أمل! فلا شيء يساعدني، ولكن بدون فائدة تذكر.
وكذلك مشكلة زيادة وزني التي نتجت عن إقبالي على الطعام حتى أرتاح من الألم، ولكن بعد تناولي للطعام أتضايق أكثر فأكثر، هي ليست زيادة بمعنى الزيادة، فأنا طولي 163 أو 164 ووزني 57، ولكنني أحاول أن أنحف 6كغم، ومنذ 3 سنوات ولا أستطيع، وهذا ما فاقم مشكلتي وما أهتم به الآن أنني مقبلة على سنتي الأخيرة والمهمة في المدرسة، أي التوجيهي، ويجب أن أحصل على معدل عال، لأنني أفكر في دراسة الطب ( تقديري في المدرسة منذ دخولها إلى الآن دائماً أحصل على ممتاز )، ولكن مشاكلي ازدادت في هذه العطلة، وأخشى من تأثيرها على دراستي، إلا أني إن لم أحصل على معدل جيد فستكون نهاية أحلامي كلها، فأنا كنت أنتظر بفارغ الصبر قدوم هذه السنة حتى أدرس الطب، ويصبح لحياتي معنى وهدفاً فما الحل؟