الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتوهم بأن خاطبي قد عاش قصة حب قبلي، فكيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

تقدم لخطبتي رجل طيب، عمره 32 عامًا، لم يسبق له الزواج من قبل، ولكني أخشى من أن يكون قد عاش تجربة حب من قبل؛ مما يجعل ذلك يؤثر على حبه لي.

وسبب خوفي هذا أنني كنت أستمع لقصص عن الحب الأول، وأخشى من حدوث ذلك معي، فما هي نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميساء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كثيرًا ما نجد أنفسنا في سجن صنعناه بأنفسنا، ثم نحاول التعايش معه على فرضية استحالة الخروج منه، مع أن المسجون هو السجان، والمظلوم هو الظالم!

فقد توهمت أن يكون لدى خاطبك حبًا ما سكن قلبه قبلك، ثم توهمت أن يكون هذا الحب المتوهم له مكانة في قلبه، ثم توهمت أن يكون حبك مساويًا للحب الأول أو أقل منه، ثم عشت مسجونة في ظل هذه الأفكار التي جذر الشيطان بذرتها في عقلك، ونماها لك بالوسوسة حتى صرت الضحية، ولذا عشت هذا الصراع المر الذي هو نتيجة بذور متوهمة.

أمر آخر -أختنا الكريمة-: الحديث عن أن أعظم الحب، وأكبر الحب، وآكد الحب هو الأول فقط؛ كذلك هو وهم صنعه الإعلام، وخيالات الكتاب، حتى أصبح عند البعض حقيقة، والحق أن الحب المؤسس على الدين، والخلق، والذي ينتهي بالزواج بلا معاص، ولا مخالفات، ثم يجد الزوج من الزوجة إخلاصًا، ووفاءً، ورعايةً فهذا الحب لا يعدله شيء، ولا يقوم له شيء، لذا ننصحك بما يلي:

1- السؤال أولاً عن دين الرجل، وأخلاقه، حتى تتأكدي من ذلك.

2- الاستخارة؛ وهي صلاة ركعتين لله عز وجل بدعاء مخصوص، ثم بعد ذلك الموافقة؛ فإن أتم الله الزواج فهو الخير، وإن صرفه الله عنك فهو الخير.

3- عدم التنقيب، أو التفتيش، أو السؤال عن ماضي الخاطب؛ فإن هذا مورث لجلب الهم والحزن.

4- عدم التساهل في أحكام الله عز وجل؛ فالحلال لا يبنى على الحرام قط.

5- التوقف الفوري عن تلك الأوهام، وعدم الاسترسال معها.

بهذا -أختنا- تسلكين طريق النجاة -إن شاء الله-، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يرعاك، والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً