الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب بالتعدد لكن زوجتي ترفض وتطلب الطلاق، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متزوج منذ 4 سنوات، وعندي طفلان، وأريد الزواج من زوجة ثانية، أرغب في امرأة تقدمت لها قبل زواجي، ولكنها طلبت فترة للتفكير، وظلت تفكر لفترة طويلة، ومع إلحاح أهلي علي بالزواج -وأنا وحيد والديّ-، فاضطررت إلى الزواج من زوجتي الحالية، وما زلت متعلقًا بالفتاة التي تقدمت إليها، وهي كذلك، وكانت بعد 3 أشهر من تقدمي لها قد أبلغتني بالموافقة، ولكني كنت قد كتبت كتابي على زوجتي الحالية.

الآن أنا قد عرضت على زوجتي رغبتي في الزواج من زوجة ثانية، ولكنها رفضت وقالت: إذا أردت الزواج فطلقني أولًا، وأنا الآن حائر بين تعلقي بالفتاة، وبين رغبتي في أن لا أخسر زوجتي وولدي.

علمًا أن علاقتي مع زوجتي ليست مثالية، فنحن في جدال واختلاف، ومع ذلك أرعاها ولا أريد ظلمها، لكن ليس بإرادتي، أنا أريد الزواج من الفتاة، وهي إلى الآن لم تتزوج، وترفض كل من يتقدم لها، وأنا على اتصال بها لأطمئن عليها، وأسأل عنها.

لا أريد طلاق زوجتي، وأيضًا لا يمكنني نسيان الفتاة التي أحبها، وهي متدينة ومحترمة جدًا، ولا أريد معصية الله في حديثي معها، فبماذا تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان، ويُرضّيك به.

نشكرك أولًا -أيها الحبيب- على رعاية حق زوجتك، وتجنُّب ظلمها، وهذا من حُسن أخلاقك، وسلامة دينك، ونسأل الله تعالى أن يجعل ذلك سببًا لسعادتك.

ونصيحتنا -أيها الحبيب-: أنك ما دمت قادرًا على الزواج من ثانية، وتستطيع أن تقوم بالأعباء التي ستترتب على هذا الزواج، وتقدر على إقامة العدل بين زوجتيك؛ نصيحتُنا لك: أن تُقدم على الزواج، فتتزوج المرأة ما دمت متعلِّقًا بها مُحبًّا لها، فليس للمتحابين مثل النكاح، كما ورد بذلك الأثر.

ونظنُّ أن زوجتك الأولى ستكون أمام الأمر الواقع، وإذا رأتْ منك القيام بالعدل ورعاية حقِّها وحق ولدك؛ فإنها ستضطر إلى التسليم بالأمر الواقع، وليس بالضرورة أن تُخبرها عن الزواج قبل وقوعه -إذا تمكّنت من ذلك-، فإذا هي أصرّت بعد ذلك على الطلاق، ولم تجد بُدًّا من طلاقها، فحينها ستكون أنت قد فعلت ما ينبغي أن تفعله، والله تعالى يُقدِّرُ ما يشاء، ونسأل الله ألا يقدر إلا الخير.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتولّى عونك، وييسّر لك الخير حيث كان، وخيرُ ما نوصيك به اللجوء إلى الله تعالى بصدقٍ، أن يُلهمك الصواب ويُسدد رأيك ويختار لك الخير.

وأمَّا عن علاقتك بهذه المرأة، فالواجب عليك أن تقطع هذه العلاقة قبل عقد النكاح بها، فإنها امرأةٌ أجنبية، والشيطان يحاول استدراج الإنسان من الأمر اليسير إلى ما هو أعظم منه، وكما قال الشاعر: "ومعظم النار من مستصغر الشرر".

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً