الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكر في الزواج الثاني وأخشى الفشل، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا رجل عمري 35 سنة، تزوجت في وقت النزوح، وأهلي بعيدون عني، وكنت مضطراً للزواج، واخترت زوجة بنت ناس، وكان كل همي الزواج، وحتى عندما كانت الرؤية الشرعية لم أنظر نظرة المدقق، رضيت سريعاً، لم أسأل عنها، ولم أتكلم معها عند النظرة الشرعية، كان كل شيء على عجل، بنفس مجلس النظرة الشرعية تم عقد القران، كان هم أهلي أن أتزوج فقط؛ لأن أبي وخالتي يعيشان في أماكن يصعب الوصول إليها، وأمي متوفاة.

بعد ذلك اكتشفت مصيبتي، لم تلق تلك المرأة قبولاً في نفسي، ولم أرد أن أظلمها، فأمسكتها، ولدي منها 4 أولاد، وقررت أن أتزوج ثانية بعد 8 سنين، والمشاكل عندي كثيرة في بيتي، وأصبح همي أن لا أقع في تلك المشكلة.

تعرفت إلى أكثر من أخت وخطبتها، لكني أصبحت أخاف من هذا الموضوع، والآن هناك أخت ذات أخلاق جيدة ومقبولة، ونسبة جمالها وسط، ولكن هناك معيار جيد فيها، وهو أن أهلها قد يسروا لي أمر زواجها كثيراً، لكني أصبحت أخاف أن لا أوفق معها بعد الزواج -كما حصل مع زوجتي الأولى-، وأنا بهذا العمر ليس كل الناس تزوجني؛ لأني متزوج.

أنا حائر بين الإقدام والإعراض، وتعبت كثيراً من التفكير، مع أن الأخت تحفظ من القرآن، ومداومة في حلقة بالمسجد، وأنا -والحمد لله- أيضاً حافظ، وبعض الأحيان أجد في نفسي قبولاً لها، وبعض الأحيان أخاف وأتردد، وهم ينتظرون مني رداً، ولست أدري ماذا أقول لهم؟

ربما إن تركتها لا أجد غيرها، وإذا أقدمت أخاف أن يحصل معي نفس ما حصل من النفور من الزوجة الأولى، ولا تلوموني على قرار زواجي الثاني؛ فالله يعلم كم سبب لي زواجي الأول من التعب!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يعينك على الوفاء للزوجة الأولى، وأن ييسر لك أمر الثانية.

ونتمنى أن تدرك وتتذكر أن العلاقة الزوجية طاعة لرب البرية، وأن تقصير الزوجة لا يبيح لك التقصير، وأرجو أن تهتم أيضًا باستقرار البيت الأول لوجود هؤلاء الأبناء الذين نسأل الله أن يصلحهم، وأن ينبتهم نباتًا حسنًا، ونكرر لك الدعوة بضرورة أن تتكيف مع الأوضاع، وما ينبغي للإنسان أن يندم على هذا الذي حصل، وعلينا أن نكون واقعيين؛ فالرجل لا يمكن أن يجد امرأة بلا نقائص ولا عيوب، والمرأة لا يمكن أن تفوز أيضًا برجل خال من النقائص والعيوب، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته، هذا بالنسبة للبيت الأول.

أرجو أن تستقر وتهتم برعاية أبنائك، واعلم أن الإنسان يؤجر بصبره على زوجته، وتؤجر على صبرها عليه، وكثير من الأزواج يدخلون جنة الله بصبرهم وإحسانهم للزوجات، وكذلك الأمر بالنسبة للزوجات، وأي امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة.

أما بالنسبة للزواج من المرأة الثانية فأرجو أن تترك التردد، وعليك أن تستصحب القاعدة التي أشرنا إليها، وتذكر توجيه النبي -صلى الله عليه وسلم-:؛لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر".

وعليك أن تدرك أن الزوجة الثانية أو الثالثة أو غيرها لن تجد فيها الكمال، ولن يجدن فيك الكمال، والإنسان قد يفقد أشياء في هذه ويجدها في الثانية، ولكن من المهم أن يكون هم الإنسان أن يدرك أن الزواج المطلوب منه الديمومة والاستمرار. والإنسان ما ينبغي أن يعبث ببنات الناس، ويفعل ما لا يرضاه لأخواته وعماته وخالاته، فإذا كنت قد تقدمت ورضوا بك، فأرجو أن لا تستجيب للتردد الذي يحدث؛ لأن العبرة بالقبول والانشراح والارتياح الذي تحقق أولًا.

وإلا بعد ذلك فالشيطان لا يريد لنا الخير؛ ولذلك كثيرًا ما ينزعج الإنسان بعد أن يتقدم وبعد أن ينال الرضا؛ لأن الشيطان لا يريد لنا الخير، والأمر كما قال ابن مسعود: إن الحب من الرحمن، وما عند الرحمن لا ينال إلا بطاعته، وإن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم.

فمن المهم أن يخالف الإنسان عدوه الشيطان، وليس من المصلحة التأخر في الرد؛ لأن هذا يلحق الضرر بالفتاة وأهلها، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات