الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلت رغبتي بعد استخدام مضادات الذهان، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرًا.

أنا شاب عمري 22 سنة، تعرضت لضغط عصبي شديد، وبدأت العلاج بمضادات الاكتئاب والذهان: (Depretine) و(resperidoune)، وكذلك (اللاموجين).

منذ أن بدأت مرحلة العلاج اختفت لدي الرغبة الجنسية، والانتصاب الصباحي، وحاليًا أعيش في حالة هلع، وخوف شديد من المستقبل؛ وأخشى من عدم القدرة أو العجز التام!

أصبحت أشعر باختلال النشاط الجنسي، وأن أعصابي لا تتصل بجهازي التناسلي، فلقد فقدت الشعور به!

أرجو منكم إفادتي بجوابكم، وهل من حمية غذائية تقوم بتنشيط خلايا العضو؟

أنا في حالة هلع مما أصابني!

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونشكرك على رسالتك هذه، والتي ذكرت فيها أنك تعرضت لضغط عصبي شديد، وبدأت علاج مضادات الاكتئاب والذُّهان، وذكرت أدوية ثلاثة: (الديبريتين Depretine)، و(الريسبيريدون resperidoune)، و(اللاموجين Lamogine)، وذكرت أنك شعرت مع بداية العلاج الإحساس بعدم الرغبة الجنسية، أو الانتصاب.

أخي الفاضل: يحدث أحيانًا في مثل حالتك ظهور بعض هذه الأعراض مع بداية العلاج، وهذه الأدوية -بالذات دواء (الديبريتين)، و(الريسبيريدون)- لها آثار جانبية، ومن آثارها الجانبية أحيانًا التأثير على الانتصاب، وبالتالي عدم الرغبة الجنسية، لكن هذه الأعراض يمكن التخلص منها أو تلافيها، طبعًا بالتأكيد أنت استعملت هذا العلاج عن طريق الطبيب النفسي، ومجرد إحساسك بمثل هذه الأعراض؛ يمكن أن تناقشها أيضًا مع الطبيب النفسي الذي تُراجع معه العلاج، وخاصة الأدوية.

قد لا تحتاج إلى دواء (الريسبيريدون) بعد تحسُّن الاكتئاب في البداية، وبالتالي تقليل جرعته والتخلص منه، وربما يعيد لك بعض القدرات، ويمكن أن ترجع كل هذه الجوانب الخاصة بحياتك الجنسية إلى طبيعتها إذا شفيت من نوبة الاكتئاب، وتم التخلص من الأدوية.

لا يحتاج الأمر إلى أن تتبع حمية غذائية أو تحديد أي شيء خاص بذلك، ولا تحتاج إلى أن تقلق كثيرًا لهذا الأمر، طالما أنك كنت في نشاطك الجنسي السابق في حالة طبيعية، فرجوع الحالة الطبيعية مع الشفاء من الحالة النفسية أمر طبيعي، ويحدث -إن شاء الله-.

عمومًا: نصيحتي لك هي مراجعة الخطة العلاجية مع الطبيب النفسي، حتى يتم التخلص من بعض الأدوية غير المحتاج إليها تدريجيًا، وهناك أيضًا بعض الأدوية التي يمكن تعديلها، فبعض مضادات الاكتئاب ليس لديها هذه الأعراض الجانبية، خاصة تقليل الرغبة الجنسية، والانتصاب، فحتى لا تزيد هذه المسألة من خوفك، وبالتالي الخوف من المستقبل، وتختلط الأمور معك، أرجو أن تراجع الطبيب حتى يتم التعامل مع هذه الأعراض عن طريق تقليل، أو تغيير الأدوية التي تستخدمها، وتأكد أن الأمور إذا ارتبطت بأعراض جانبية لهذه الأدوية ستزول -إن شاء الله-، وترجع إلى وضعك الطبيعي.

من ناحية أخرى: من الناحية النفسية أيضًا نتمنى أن تضع في الاعتبار أشياء أخرى مهمّة جدًّا، وهي أن هذه الأعراض قد تكون أيضًا جزءًا من أعراض الضغط النفسي، وبالتالي إذا لم تستجب تمامًا لكل الأدوية، فهناك بعض الأدوية النفسية، والروحية، والاجتماعية المهمة، وخاصة أنك شاب في مقتبل العمر، فتحتاج إلى أن تنظر لنفسك إيجابيًا، وبالتالي التخلص من بعض الأفكار السلبية في حياتك لتعود كل الأمور إلى طبيعتها.

وكذلك تناول الأطعمة بشكل طبيعي، ومنتظم، واستخدام الطعام المتوازن، وممارسة بعض الأنشطة الرياضية، والأنشطة التي تساعد على الاسترخاء، كل هذه من الجوانب الإيجابية المهمة جدًّا، والاهتمام بالأنشطة الاجتماعية، الأنشطة التي تساعد على تحسين علاقاتك الاجتماعية، سواء كان في داخل الأسرة أو خارجها مع الأصدقاء، وأيضًا الاهتمام بالجوانب الروحية، والجوانب الدينية التي تساعد على نقلك من حالة الضغط النفسي إلى الحالة الطبيعية، والتخلص من هذه الأعراض التي ذكرتَ.

وأتمنى لك -بإذن الله- الشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً