الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العادة السرية والمقاطع المحرمة هل هي ابتلاء أم وسواس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل يمكن اعتبار مشاهدة الإباحية والعادة السرية ابتلاء من الله؟ وهل علي الصبر على هذا الابتلاء واحتساب الأجر من عند الله، والتوبة لله؟ أم أعتبره ذنبي وأنه وسوسة من الشيطان، وبذلك لن أنال أجر الصبر عليها، والتوبة منها؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حامد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الابتلاء معناه: الامتحان والاختبار، ويكون بالخير كما يكون بالشر، قال الله تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء 35].

وعليه: فالذنب ابتلاء قد أوقعت نفسك به حين تركت قيادك للشيطان، وتركته يعبث بك، وسمحت لنفسك أن تكون تابعًا له.

الأخ الكريم: إن ما أنت فيه ابتلاء يجب عليك مواجهته ببصيرة عاقلة ومنهج محكم، فالأماني -يا أخي- المجردة من منهج صحيح وعمل دؤوب لا تحرك ذيل عنزة، فإذا فعلت ذلك وتمت مواجهة الشيطان والذنب بالعاطفة والمنهج الصحيح؛ فاعلم أنك مأجور على كل خطوة حتى يقضي الله أمره، وتتخلص من هذا الوباء -إن شاء الله-.

الأخ الكريم: لا شك أن تكرار الذنب والوقوع المتكرر فيه علامة على ضعف الإيمان، وقوة الشهوة الدافعة إلى المعصية، ولأجل أن تتخلص من هذا وتأخذ الأجر ننصحك بما يلي:

1- اجعل رجاءك بالله لا ينقطع: أول ما ينبغي أن أنبهك إليه هو أن رجاءك في الله لا ينبغي أن ينقطع، فهو أقرب إليك من حبل الوريد، وهو سبحانه الذي يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، وهو القائل سبحانه :{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا}، فمهما كان الذنب فالله عز وجل يغفر ويرحم، فهو القائل سبحانه: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم}، فأمل في الله خيرًا أخي.

2- الحذر من غضب الله عز وجل: إذا قلنا إن الرجاء بالله لا ينقطع، فينبغي أن نعلم أن لله غضباً، وأنه يغار سبحانه على حدوده أن يجترئ عليها الناس، والله يمهل العبد لكنه لا يهمله، والعبد الراجي بحق هو الذي يعيش بين الخوف والرجاء كما قال تعالى: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا}.

3- دراسة أسباب المعصية وإزالتها: حتى تكون التوبة صحيحة والخروج منها آمنًا، فعليك أن تدرس الأسباب التي تدفعك أو تساعدك في الوقوع في المعصية، ومن ثم إزالتها.

4- الحرص على زيادة الإيمان بقراءة القرآن، وكثرة الأذكار، مع الصحبة الصالحة، فإن زيادة الإيمان عامل مهم في إضعاف شهوة المعصية.

5- اجتهد في غض البصر، وابتعد عن الأماكن والمناظر المشبوهة أو المثيرة.

6- سارع إلى تحصين النفس بالزواج؛ لأنه الحل الأمثل والطريق الطبيعي المشروع لتصريف الشهوة.

7- اجتهد في الصوم، فإنه حصن حصين، ووجاء عظيم.

8- أكثر من الرياضة، وتعهدها فإنها تكسر حدة الشهوة.

9- تجنب الوحدة؛ لأن الشيطان مع الواحد، وعليك بالصديق الصالح، فإنه من أفضل المعينات على الصلاح.

10- ابتعد عن الشره في الأكل.

11- تذكر الآثار السلبية لممارسة العادة السيئة، وكيف أنها تؤثر على كل خلايا الجسم، بالإضافة إلى الهزال والاصفرار، وفوق ذلك تأنيب الضمير.

12- اجتهد في شغل وقتك بالنافع المفيد، وابتعد عن الفراغ، وذلك بوضع برامج متتالية لا تسمح للنفس بالتفكير بسفاسف الأمور.

13- كثرة الدعاء لله عز وجل، وبخاصة في جوف الليل، فإن شرف المؤمن في قيام الليل، والله عز وجل ينزل نزولاً يليق به إلى السماء الدنيا ليجيب دعوة المضطرين، فالزم الليل، ولو بركعتين ففيه الخير الكثير.

وفقك الله ورعاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً