السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي مشكلة أو لا أدري إن كانت مشكلة أم لا! وهي أنني أحس أنني لا أخاف من الله إلى حد الهلع.
أنا أصلي وأصوم، ولا أرتكب المعاصي، وأحاول جاهدا ألا أرتكبها، وهناك أشياء كثيرة عزيزة علي كثيرا تركتها؛ لأني عرفت أنها حرام، ولم يكن هذا سهلا وتركتها طبعا؛ لأني أخاف من الله، وأنا مدرك تماما ما يمكن أن يفعله بي إذا لم أطعه، ومدرك تماما أنه يمكن أن يفعل بي أشياء لا يمكن أصلا أن أتصورها، إذا فإنني أخافه وأطيعه وأقوم بواجباتي الدينية، لكني أحس براحة عندما أقوم بواجباتي الدينية على أكمل وجه، وأحاول جاهدا أن أرضيه، وكلي ثقة أنه لن يضرني ما دمت أطيعه، فهل هذا هو الخوف الكافي؟ أنا لا أخاف من الله إلى حد الهلع؛ لأن ثقتي به كبيرة جدا، وأنا كما قلت مدرك لقدرته جل وعلا، لكني على ثقة به أنني لا أفعل الخطأ إذن خوفي منه يكون إذا أخطأت، وأيضا إذا لم أخطأ، لكن في هذه الحالة الخوف لا يكون هلعا؛ لأنني على ثقة به، وعلى يقين أنني أحاول أن أرضيه دائما، فهل هذا هو الخوف الكافي؟
أسأل سؤالي؛ لأنني شاهدت مقطعا لقراءة خاشعة في مسجد، وكان الناس يبكون، وكانت عليهم أمارات الخوف، ويدعون أن يدخلهم الله الجنة ويبكون، فعلا القراءة كانت جميلة جدا وخاشعة، ولكن بالنسبة لي ليست إلى حد البكاء، فأنا بطبعي لا أبكي إلا نادرا جدا جدا إذ أنني أحس أشياء يمكن تكون أكثر قسوة من الذي يخرجها بالبكاء، فهذا طبعي، ومع هذا فإن خوفي من الله ليس لحد الهلع مثل هؤلاء الناس في الفيديو، وكما قلت لثقتي به أنني أحاول جاهدا أن أرضيه، وأنه سيكافئني على هذا، فهل هذا خطأ؟ أم علي أن أخاف بطريقة هؤلاء؟ أم أن هذا بين العبد وربه؟