الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني التخلص من الرهاب والوساوس والاكتئاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما كنت صغيراً كنت ضائعاً، وقبّلني شخص أكبر مني بسنتين -أو أقل- دون أخذ موافقتي، فهل هذا يعتبر تحرشاً جنسياً؟ لكني تداركت الأمر بعد أشهر و-الحمد لله- وعدت إنساناً طبيعياً، إلا أنه بعد سنتين من الحادثة تعرضت لعنف أسري استمر لمدة سنة ونصف، حيث تعرضت لإهانة وضرب من قبل أخي، بشكل شبه يومي.

الآن لدي رهاب اجتماعي، ووساوس قهرية، وأحياناً اكتئاب، واختلال في الأنية، علماً بأنه ليس لدي مال للذهاب للمستشار النفسي، إلا أني أستخدم تمارين علاج الوسواس القهري، المتمثلة بتمارين اليقظة الذهنية، فهل تعالج كل ما سبق ذكره؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -بني- عبر استشارات إسلام ويب.. ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، وأيضًا نشكرك على ثقتك بهذا الموقع، لتكتب لنا بما تعرضت له.

بني: إن ما تعرضت له وأنت طفل صغير، يتوقف على كم الفارق العمري بينك وبين من قام بتقبيلك دون إذنك وموافقتك، فمن الناحية القانونية إذا كان الفرق بينكما 4 سنوات أو أكثر، فنعم هو يعتبر تحرشاً، بينما إذا كان أقل من هذا، وأنتما في سن الطفولة، فيصنف هذا ضمن اللعب العاطفي عند الأطفال.

على كل، نعم ربما هو شيء من التحرش، بعيداً عن التعريف القانوني، إلا أنك و-لله الحمد- تداركت الأمر، ولم يؤثر عليك ذلك التأثير الكبير.

بني: إن ما تعرضت له من بعد ذلك من العنف من قبل أخيك كالضرب والإهانة، هو الذي سبب لديك الرهاب الاجتماعي، والوساوس أو الأفكار القهرية، وربما سبب شيئاً من الحزن أو الاكتئاب، فالعنف الذي تعرضت له، نعم.. يمكن أن يسبب عند الضحية مثل هذه الأعمال أو الأمور، وليس ما تعرضت له من التقبيل وأنت طفل صغير.

ليس بالضرورة أنك في حاجة إلى الذهاب إلى العيادة النفسية، فالكثير من الناس -وخاصة في مثل سنك- يستطيعون تجاوز ما حدث، وخاصة أنك و-لله الحمد- عندك وعي، وأنت تمارس تمارين اليقظة الذهنية MINDFULNESS، فهذا نعم يمكن أن يعينك، بالإضافة إلى أمور أخرى سأذكرها، ولا شك أن العبادة، والتزام الصلاة، وتلاوة القرآن يمكن أن تعطيك شحنة قوية من الإيمان والمناعة النفسية.

بالإضافة إلى النشاط الرياضي، وخاصة لشاب في سنك في السابعة عشر من العمر، فكل هذه الأمور مجتمعة مع تمارين اليقظة الذهنية، ووعيك وتوكلك على الله عز وجل، سيعينك على الخروج مما أنت فيه، وبعون الله تصبح شخصيتك أقوى مما كانت في الماضي، متمنيًا لك تمام التوفيق والصحة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً