الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يتهاون في العلاقات ويعتبرها من الصغائر، فكيف أقنعه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

زوجي لا يقتنع أنه لا يوجد هناك نزوة للرجل -أقصد أن يخرج مع بنات، ويقيم علاقات، ويشاهد بنات- وأن هذه لفتره معينة، وأن الشيطان يدخل في عقله أن هذا ليس بحرام، والشيطان هو من سهَّل هذا الموضوع له بوصفه أنها نزوة تأتي وتذهب.

أريد أن أقنعه لكنه لا يستجيب لي، ويعتقد أن النزوة حرام ولكن ليست زنًا، وليست شيئًا كبيرًا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - بنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

أرجو أن يعلم هذا الابن الكريم والزوج الكريم أن هذا الذي يقوله لا يصح، وأن الذي رزقه الله الحلال ينبغي أن يكتفي به، وأن النساء حبائل للشيطان وعليه أن ينتبه، وهنيئًا لمن رزقه الله الحلال، وما يحصل منه لا يجوز من الناحية الشرعية، الشريعة تمنع مجرد النظرة، حتى نظر الفجأة قال (ﷺ): (اصرف بصرك). وقال: (لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ ‌لَكَ ‌الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ).

هذا مصيد كبير للشيطان، وشراك ينصبها في طريق الرجال وفي طريق النساء، ولذلك الشريعة وضعت تدابير واقية، حرَّمت معها النظرة، وحرمت معها الخلوة، لأن الشيطان هو الثالث، وباعدت فيها بين أنفاس النساء والرجال، حتى ولو كان ذلك في الصلاة والطاعة لله تبارك وتعالى، فجعلت (‌خَيْرُ ‌صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا) لبُعدها عن النساء، (وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا) لبُعدها عن الرجال. وأيضًا (العين تزني وزناها البصر) كما ورد ذلك عن النبي (ﷺ).

ولذلك الذي يحصل منه غير صحيح، لابد أن يتوقف عن هذا، ونفضّل أن تُشجعيه حتى يسأل بنفسه؛ حتى يسمع التوجيه المباشر من موقعه ومن إخوانه الخبراء.

أمَّا إذا تعدّى النظر لمسألة خروج، فهذه الأمور لا يمكن أن تُقبل من الناحية الشرعية، وعليه أن يتقي الله تبارك وتعالى، ويحمد الله الذي يسّر له الحلال، وأنت أيضًا قومي بما عليك، احرصي على أن تتزيّني له، فإن الناس يتزوجون من أجل أن يُعين بعضهم بعضًا على العفاف، ومن تزوّج فَقَد اسْتكْمَلَ نِصْفَ دينه فَلْيَتَّقِ ‌الله ‌في ‌النِّصفِ ‌الآخر.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والثبات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات