الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد ولادتي أصبحت أشكو من السرحان والنسيان.

السؤال

السلام عليكم..

أنجبت قبل شهرين ونصف، وأمر بضغط نفسي بسبب فقدان عملي، مع أني دائمًا أحاول الاستغفار، والتفاؤل، والاستمتاع بطفلتي.

إلا أنني مؤخرًا أصبحت أعاني من دوخة عدة مرات في اليوم، وخوف، وقلق، وخفقان القلب بشدة عندما أقرر الخروج للبحث عن عمل.

كما أنني عندما دخلت لإجراء مقابلة من أجل الحصول على عمل أصبت بالتعرق الشديد والتوتر، لدرجة أني نسيت معلومات مهمة أعرفها تمامًا.

الشيء الذي أخافني مؤخرًا هو أنني أصبحت أنسى أو أسرح بطريقة غريبة، فعندما أصلي أبدأ بالتفكير والشرود، لأجد نفسي قد سلمت من الصلاة، ولا أدري كم ركعةً ركعتها! وكأني كنت غائبةً ثم عدت، وكذلك في الوضوء، وعدة أمور حياتية.

إضافةً إلى أنني أعاني من رعشة في الأطراف، وأحيانًا في الفكين، وعندما أخلد للنوم أحس بأن كل جسمي يرتجف أيضًا، فهل تنصحوني بالتوجه للطب النفسي أم طب المخ والأعصاب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية، والشفاء، والتوفيق، والسداد.

هذه الدوخة التي تحدث لك، والمرتبطة بالقلق، والخوف، وخفقان القلب، وربما أيضاً الشعور بخفة الرأس في بعض الأحيان، والتي ازدادت عند المقابلة للعمل، هذه الأعراض في كلياتها تدل أنه لديك درجةً بسيطةً إلى متوسطة من قلق المخاوف، وقلق المخاوف قد يأخذ طابع الهرع البسيط، الذي قد يأخذ طابع الخوف الاجتماعي، وقد يكون قلقًا، وخوفًا معممًا، والدوخة بالفعل هي جزء من هذه الأعراض.

الأمر -إن شاء الله- بسيط، وطبعًا كخطوة أولى أرجو أن تقومي بالفحوصات الطبية المعروفة؛ لتتأكدي من مستوى الهيموجلوبين، ومستوى وظائف الكلى، والكبد، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (ب12)، وفيتامين د، وكل الفحوصات المهمة والروتينية التي تعرفينها، والتي ستكون -إن شاء الله تعالى- كلها سليمةً.

أنصحك بأن تذهبي إلى طبيب نفسي، أو إذا كان ذلك صعبًا بالنسبة لك، فيمكن أن تتناولي أحد الأدوية المعروفة والفاعلة جدًا لعلاج قلق المخاوف، والدواء يعرف باسم سيبرالكس، واسمه العلمي استالبرام؛ وهو من أروع، ومن أفضل الأدوية التي تعالج قلق المخاوف.

السيبرالكس سيكون دواءً رائعًا في حالتك، ويمكن أن أقترح لك الجرعة، وهي: أن تبدئي بـ 5 مليجرام، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تتناولينها كجرعة بداية لمدة 10 أيام، ثم اجعلي الجرعة 10 مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم اجعليها 20 مليجرام يوميًا كجرعة واحدة، ويفضل تناول السيبرالكس نهارًا، أما إذا سبب لك النعاس فتناوليه ليلاً، وهذا نادرًا ما سيحدث.

استمري على جرعة الـ 20 مليجرام لمدة شهرين، وهي الجرعة العلاجية السليمة، وبعد ذلك تخفضين الجرعة إلى 10 مليجرام يوميًا لمدة شهرين أيضًا، ثم تجعلين الجرعة 5 مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم 5 مليجرام يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقفين عن تناول السيبرالكس، وهو دواء -كما ذكرت لك- فاعل، وسليم، وغير إدماني، وليس له أي تأثيرات سلبية على الهرمونات النسائية، فقط ربما يفتح الشهية نحو الطعام قليلاً، هذا قد يحدث، وقطعًا سوف تتخذين التحوطات اللازمة؛ حتى لا يزيد وزنك عن المعدل الذي لا تريدينه.

هنالك دواء آخر مشابه جدًا للسيبرالكس، يسمى سيرترالين، واسمه التجاري زوالفت، أو لسترال، وربما يسمى في ألمانيا تحت مسميات أخرى، هذه هي الأساس لعلاج حالتك.

وقطعًا موضوع التركيز لديك سوف يتحسن كثيرًا؛ لأن القلق بالفعل يخل بالتركيز، ويقلل من طاقات الإنسان النفسية، وكذلك الجسدية.

ورياضة المشي سوف تكون مهمةً جدًا، وكذلك تطبيق تمارين الاسترخاء، وتمارين التنفس المتدرجة، وتمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، فأرجو أن تحرصي على هذه الآليات العلاجية، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

ولو قمت بزيارة الطبيب النفسي فسوف يسدي لك المزيد من النصائح، وسوف يختار لك الدواء المناسب، إما الأدوية التي ذكرتها لك، أو أي دواءً آخر يراه مناسبًا لحالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً