الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صرت دائمة القلق ولا أستطيع التركيز في دراستي!

السؤال

أنا تلميذة متفوقة في دراستي -والحمد لله- لدي هذا العام شهادة البكالوريا، ومن المفروض أن أدرس بجد من أجل أن أنجح وأحقق حلمي، ولكن لم أعد كما كنت في السابق، صرت دائمة القلق والخوف، ولا أستطيع التركيز في دراستي، أصبحت أهمل صلاتي ولا أؤديها في أوقاتها، صرت دائمة التعب، وأخاف أن لا أنجح رغم طموحاتي وأحلامي إلا أن إرادتي لم تعد موجودة.

أحس بالوحدة، وتركيزي مشتت في البيت وفي المدرسة، دائمًا أشعر بضيق في النفس، ورغبة في البكاء، أحس أنني مريضة نفسيًا، لم أعد أستطيع الدراسة، لم أعد مقربة من صديقاتي، وأفضل الوحدة رغم أنني لا أظهر أنني حزينة، بل دائمة الابتسامة.

أكره نفسي، وأكره حياتي، وأتمنى الموت لولا أنني أخاف من عذاب الله، وأحس بأنني مقصرة في عباداتي، وأحس أنني عاجزة.

الحمد لله على كل حال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتي الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، والذي عبرت من خلاله بشكل جيد عمَّا يدور في نفسك من مشاعر وأحاسيس، وقد تفاءَلتُ خيرًا من أن اسمك (أمل)، وكما يقال: (لكلِّ أحدٍ من ‌اسمه ‌نصيبٌ)، فلعلَّ فيك الكثير من الأمل والآمال بإذن الله سبحانه وتعالى.

بُنيتي: ممَّا ذكرتِ جعلني أعود بالذاكرة سنين إلى الوراء، وأخذتني إلى السنة التي كنتُ فيها أُقدِّمُ شهادة البكالوريا كمثلك الآن؛ حيث كنت أشعر بالقلق بشكل طبيعي، والقلق أمرٌ مفيد، فلولا بعض القلق لما أنجزنا ما نريد أن ننجزه، ولكن هذا القلق إن زاد عن حدِّه انقلب إلى ضده، وأصبح عائقًا عن تحقيق أمانينا وواجباتنا، وهذا الذي حاصلٌ معك الآن، فالتوتر والقلق من أن تنجحي زاد عن حدّه.

وحقيقةً لا أدري لماذا أنت في هذه الحالة؟! هل هناك صعوبات داخل البيت، أو صعوبات خارج البيت، في المدرسة من خلال علاقاتك مع صديقاتك؟ هل هي طبيعة علاقتك مع وسائل الاتصال الاجتماعي وغيرها؟

المهم أن هذا التوتر والقلق لن يفيد الآن، ولن يُساعدك في النجاح والتفوق، بل سيُعوق حركتك.

لذلك - بنيتي - عليك أن تستحضري في ذهنك النجاحات الرائعة خلال السنين الطويلة من الابتدائي والإعدادي، وأنت الآن على وشك الانتهاء من الثانوي، وكما ذكرتِ أنك ناجحة وتريدين أن تحققي أحلامك، فقد كنت دومًا من المتفوقات - وهذا ما أتوقعه -؛ لذلك عليك الآن أن تقلبي الصفحة، وتشدي الهمة وتعزمي على مطالعة الطريق الناجح الذي بدأتِه من أيام الطفولة المبكرة.

نعم من الطبيعي عندما يتوتر الإنسان ويقلق فإنه يبدأ يشعر أنه مُقصّر، وأن هذا يمكن أن يؤثّر على أدائه لصلاته وغيرها من العبادات والطاعات، إلَّا أني أشعر من خلال رسالتك أنك فتاة ملتزمة تُحب القُرب من الله سبحانه وتعالى، فاحرصي على هذا الكنز الرائع.

بُنيّتي: حاولي أن تتكلمي مع المشرفة أو الأخصائية النفسية في المدرسة، فلعلَّها توجّهك وتُعطيك بعض التوجيهات والإرشادات التي رويدًا رويدًا تُخرجك من الحالة التي أنت فيها، وأزيدُك هنا: أن تحرصي على أربعة أمور:

- العبادة، والذكر والدعاء، والقرآن أولاً.
- ثانيًا: ساعات نوم كافية.
- ثالثًا: تغذية صحيّة متوازنة.
- ورابعًا: النشاط البدني الرياضي، ففي مثل سِنّك يجب أن يكون هناك برنامج رياضي يومي، وكما يقال: (العقل السليم في الجسم السليم)، وَحفصة بنتُ سيرين كَانَتْ تَقُولُ: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، خُذُوا مِنْ أَنْفُسِكُمْ وَأَنْتُمْ شَبَابٌ، فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ الْعَمَلَ إِلَّا ‌فِي ‌الشَّبَابِ).

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، ويُخفف عنك، ويجعلك ليس فقط من الناجحات، بل من المتفوقات، ولعلك تلتحقين بنا وتدرسين الطب لتكوني طبيبة نافعة للمجتمع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً