الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أن زوجتي تفقد حاسة الشم والذوق، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوج جديد، وبعد شهر من الزواج اكتشفت أن الزوجة فاقدة لحاسة الشم والذوق، واجهتها وبينت لها أني اكتشفت الأمر، لكنها أصرت أنها سليمة، وأقسمت واتهمتني بالوسوسة.

أردت أن أتأكد فقط إن كان مرضها هذا مصابة به حديثًا فأبقيها، وإن كان خلقيًا فلا أستمر معها، لأني أشعر أني خُدِعْت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - أيها الابن الكريم - والأخ الفاضل في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يوفقك لما يحبه الله ويرضاه، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُعجّل بشفاء زوجتك، وأن يُلهمها السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

لا شك أن الإنسان يرفض الخديعة، ولكن نتمنَّى ألَّا تستعجل بفك عُرى الزوجية، وانظر في زوجتك نظرة شاملة، وتأكّد أن فيها إيجابيات ولها سلبيات، والإنسان ينبغي أن ينظر بغيره بهذه الطريقة، خاصة المرأة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كَرِهَ منها خلقًا رضيَ منها آخر).

اعلم أن هناك عيوبًا ينبغي أن تُبيَّن قبل الزواج، هناك عيوب يجوز السكوت عنها، وهي العيوب التي لا تُؤثّر على أصل العلاقة الزوجية، ولا يتضرر منها أي طرف من الزوجين، هذه لسنا ملزمين ببيانها، وأعتقد أن العيوب المذكورة، -فقد حاستي الشمّ والذوق- من الأشياء التي قد لا تُؤثّرُ كثيرًا في العلاقة الزوجية والعلاقة الخاصة، ولا أظنُّها تُنقص من متعة الإنسان، وأهداف الزواج تتحقق في ظل هذا العيب والنقص.

إذا كنت غاضبًا لأنها أنكرت ذلك وتبيّن لك خلافه، فأيضًا أرجو أن تعذرها، فإنها تخاف، وهذا دليل على أنها حريصة على أن تستمر معك.

على كل حال: ننصحك بأن تنظر للموضوع نظرة شاملة، واعلم أنك لن تجد امرأةً بلا نقائص ولا عيوب، كما أن الزوجة لن تجد رجلاً بلا نقائص ولا عيوب، فنحن بشر والنقص يُطاردنا.

الذي نريده: أن لا تستعجل في هذا الأمر، وأن تنظر لزوجتك وصلاحها ودينها وأحوالها، وحاول حشد الإيجابيات التي فيها، ثم تعامل معها على هذا الأساس، ونسأل الله أن يُعينك على الخير، واعلم أن الإسلام ما جعل الطلاق في يد الرجل إلَّا لأنه الأعقل والأحكم والأقدر على دراسة عواقب الأمور ومآلاتها، نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

اعلم أن الشيطان لا يريد لنا الخير، ولا يريد لنا الحلال، والأمر كما قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "إن الحب من الرحمن، وإن البغض من الشيطان، يريد أن يبغّض لكم ما أحل الله لكم".

أنت صاحب القرار، ولكن نتمنّى أن تُحسن القرار، أن يكون القرار صحيحًا، ونتمنى أيضًا ألَّا تستعجل الأمر قبل أن تنظر إلى المآلات ونهايات الأمور، واحتسب أجرك وثوابك عند الله، ونسأل الله أن يُؤلّف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً