الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غير مقتنعة بخطيبي .. فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عامًا، مخطوبة لشاب من أسرة محترمة، وهو موظف براتب بسيط، لكن أسرته ميسورة الحال.

بعد خطبتنا بدأت بالتعرف عليه أكثر، وعلمت أنه لا يحافظ على جميع الصلوات في أوقاتها، وألاحظ نظراته للفتيات بطريقة لا تعجبني، ومن المعروف في منطقتنا أن من يخطب فتاة يهديها بين الحين والآخر هدايا، وهو لا يفعل ذلك إلا بمناسبة معينة، أو إذا زارنا مع أهله، أشك أنه بخيل بعض الشيء.

أيضًا موضوع تقصيره في الصلاة وعدم التزامه بمواعيدها. أيضًا لا أستطيع تقبل شكله وجسده بالكامل، لا أحس بالانجذاب ناحيته، وأحس أنني أكره الطريقة التي يتحدث بها معي، مع أنني لا أظهر له سوى الاحترام والتقدير والانسجام.

تكلمت مع شيخ، وأخبرني أن أحدًا ما قام بعمل سحر كي لا أتزوج، وكي يؤذي أهلي، وأنني إن انفصلت عن خطيبي، فسيكون في ذلك تحقيق لمبتغاه.

أفكر جديًا في الانفصال عنه؛ لأنني مؤخرًا بدأت أحس برفض من جسدي وقلبي له، مع العلم أن عقلي مقتنع به، وأعلم أن أهله أشخاص طيبون والشاب طموح، ومن كلامه أنه يريد التفوق كي نعيش معًا بسعادة وأن علاقتنا تهمه، لكنني لا أحس أنه يهتم بذلك؛ لأنني لا أراه يهديني أو يقوم بعزيمتي كما يفعل الأغلبية في منطقتنا، وأخاف إن تركته أن لا يتقدم لي من هو أفضل منه، وأن يجري بي العمر ولا أجد شخصًا مناسبًا.

نحن مخطوبان منذ ثلاثة أشهر، ولكنني تقريبًا كل يوم أصلي استخارة؛ لأقرر إن كنت سأتركه أم لا! فأرجو مساعدتي في التفكير؛ لأني في حالة نفسية سيئة جدًا، وأحس أن الاكتئاب تملك مني وأكل عقلي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبعد:

أولاً: نرجو ابتداء أن تهدأ نفسك، وأن يطمئن فؤادك، فمن قدره الله لك زوجًا سيكون، ومن لم يقدره لن يكون، والله قد كتب قبل خلق السماوات والأرض من سيكون لك زوجًا، والمطلوب منك الهدوء مع صلاة الاستخارة والتوكل على الله.

ثانيًا: لن تجد الفتاة شابًا كما تريد، كما لن يجد الشاب فتاة كما يهوى، والحكمة تقتضي وضع المميزات بجوار السلبيات، فإن طغت الإيجابيات، فالموافقة بعد الاستخارة، وإن كانت السلبيات أكثر ،هل يمكن أن نصلح ما نستطيع، أو هل هو شخصية قابلة للتغيير، وهل هناك خيار آخر متاح أفضل من ذلك، ثم بعد هذه الأسئلة نوازن بين المتاح وغيره، ثم نتخذ القرار بعد الاستخارة.

ثالثا: مشكلتك مع الشاب تتمحور حول أمرين:
- ضعف الالتزام بصلاته.
- الشك في بخله.

أما ضعف الصلاة أو تأخيرها عن وقتها، فهذا أمر عظيم، لكن تداركه وإصلاحه أمر ميسور سيما وهو ليس معترضًا على ذلك، بل أصل الشاب طيب، وأهله كذلك، وهو كما ذكرت طموح، وهذه صفات إيجابية تعينك على إصلاح هذا الخلل.

وأما قلة الهدايا والخوف من بخله، فإن ثلاثة أشهر ليست كافية في التعرف على كرمه من بخله، وهو يعطي كما ذكرت، ولكن في أوقات معينة، وهذا يعني أن المشكلة ليست عميقة.

رابعًا: إننا لا نرى هذا الشاب -على ما ذكرت - سيئًا، بل نراه مناسبًا لك خاصة وأنت في منتصف العشرين، وما يتاح اليوم قد لا يكون متاحًا غدًا، وعليه فإننا ننصحك -بعد الاستشارة والاستخارة- بالقبول على أن تهتمي بما يلي:

1- المحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية، وأذكار النوم.
2- التفكر في إيجابياته أكثر من سلبياته؛ فإن هذا أدعى إلى النظرة المعتدلة.
3- عدم تضخيم السلبيات أكثر من حجمها.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً