الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عائلتي رفضت الزواج بالشاب الذي أحبه، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أرجو منكم جواباً يريح قلبي، أنا على علاقة بشخص من أهل البادية التي أشتغل فيها، علاقة لمدة خمس سنوات، أحبه ويحبني، لدرجة كبيرة.

عائلتي رفضته لأنه يعمل بمهنة ممنوعة، رغم ذلك لم أُنهِ علاقتي به، ظلت علاقتي به سراً، لا أحد من عائلتي يعلم بذلك! بقيت معه كل هذه السنوات راجية أن تتغير الأوضاع، وأن يغير عمله ويوافق أهلي عليه، لكن لا شيء يتغير.

الناس يتحدثون عنا، وعن هذه العلاقة، ويسخرون منا، وهذا ألأمر أصبح يعذبني كثيراً؛ لدرجة أني بدأت أفكر في إنهاء هذه العلاقة، لكن لا أريد أن أظلمه ولا أظلم قلبي، لا أريد أن أحس بتأنيب الضمير؛ لأني قد تخليت عنه.

ماذا أفعل من فضلكم؟ أرى أن الأبواب كلها قد سدت في وجهي، خاصة وأني كبرت، وأصبحت بعمر 33 سنة، وعندما بدأت معه كنت بعمر 27 سنة، ضيعت سنين كثيرة من حياتي ذهبت سدىً، لدرجة أني بدأت أفكر في الانتحار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -بنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهيئ لهذا الرجل رزقاً حلالاً، وأن يعين أهلك على تفهم هذا الوضع، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا شك أنك بداية على علم أن العلاقة التي تكون في الخفاء، وبالطريقة المذكورة لا تقبل من الناحية الشرعية، وأن عليك وعليه السعي في التصحيح، وعليه نحن ننصحك بمطالبته بتغيير المهنة، وأنت مقابل ذلك تتوقفين، حتى يشعر أنك غالية، وأن المهر للوصول إليك ينبغي قبله أن يتحرى الرزق الحلال، ولا يستطيع إنسان أن يزعم أنه لا يجد الرزق إلا في الحرام؛ لأن الرزاق سبحانه وتعالى كتب لنا الأرزاق ونحن في بطون أمهاتنا، فعليه أن يسعى ويبذل مجهوداً.

إذا كان يريدك حقاً فلا بد أن يبحث عن عمل يُرضِي الله تبارك وتعالى؛ لأننا فهمنا من السؤال أن المهنة حرام، المهنة التي يعمل فيها، ولست أدري هل هي ممنوعة فقط في عرف الناس أو في تقاليد المجتمع، أم هي مسألة محرمة من الناحية الشرعية؟!

إذا كانت محرمة من الناحية الشرعية وهذا ما فهمناه من السؤال، فلا ننصح بالاستمرار في هذه العلاقة، ومن حقك أن تتوقفي وتمتنعي، وتحرصي على التصحيح، وهذا لعله يكون سبباً له في أن يغير مهنته، يغير وضعه، ثم يأتي ليقدم نفسه لأهلك بعد ذلك، وإذا كان هو قد تحرر من هذه المهنة المحرمة، فعند ذلك ستجدين حلاً، حتى لو رفض الأهل، لأنهم ليس لهم أن يرفضوا إلا لاعتبارات شرعية.

لعل هذا الذي يحدث فيه الجانب الشرعي، وهو أنه يعمل في مهنة ممنوعة، نفهم أنها محرمة، نفهم أنها مصدر للخطر، مصدر للذنوب هكذا فهمنا، وعلى كل حال نعيد فنذكر بضرورة إيقاف هذه العلاقة، تجميد هذه العلاقة، حتى يتم التصحيح، حتى تخرج إلى السطح، حتى توضع في إطارها الصحيح، حتى يأتي إلى دارك من الباب، ويقابل أهلك الأحباب؛ فإن رفضوه بعد أن ترك السبب الذي رُفِض لأجله، بعد أن بحث عن عمل طيب؛ فعندها أرجو أن تلجئي إلى الجهات الشرعية القضائية، حتى تسهم في حل هذا الأمر.

أما بالنسبة لمسألة الانتحار؛ فنحن نحذرك، وتعوذي بالله من شيطان لا يريد لك الخير، وهذه كبيرة من الكبائر العظيمة؛ لأنها مدخل إلى نار الله وغضبه، -عياذاً بالله-، فلا تورطي نفسك بمجرد التفكير في هذه المسألة، فضلاً عن أن تفكري فعلاً، أو تطبقي فعلاً هذه الأفكار السوداوية المرفوضة من الناحية الشرعية، وللفائدة راجعي هذه الروابط: (2396489 - 2235846 - 2136740 - 2411187).

إذا كانت الأبواب قد سدت فإن الذي يفتح الأبواب هو الله، أصلحي ما بينك وبين الله، وأكثري من التوجه للذي بيده ملكوت كل شيء، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

هذا، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً