السؤال
أنا أرغب في الالتزام، ولكن عائلتي غير ملتزمة ولا تشجعني، كما أن المحيط الذي أنا أعيش فيه (بلاد الكفر) لا يشجع على ذلك، مع العلم أني أعيش في أوروبا وحدي، وعائلتي في بلد عربي.
المهم منذ حوالي 8 أشهر كنت أشعر أني سعيدة نفسياً بصلاتي ودعائي والمحافظة على الأذكار، وقراءة القرآن، ولكن منذ شهر تنتابني أفكار غريبة، أعوذ بالله منها! وأخجل من ذكرها لأحد.
مثلاً في الدراسة لدينا محور يتعلق بالإسلام، وأستاذ المادة يهودي، دائماً يشوه الإسلام بأفكاره المغلوطة، ويشكك في كل شيء، مثلاً يشكك في أن القرآن ليس كلام الله.
أنا بصفتي مسلمة أحاول الدفاع بما أقدر وآتي بالحجج والبراهين، وأحاول إقناع أصدقائي الطلبة ( الكفار ) بالحقيقة، حتى أني حينما حاججت الأستاذ بإعجاز القرآن (عجائب القرآن) شكك في ذلك.
أنا أدافع كما قلت بما أقدر، ولكن المصيبة الكبرى أني في الفترة الأخيرة بدأت بدوري أشك بكل شيء! بأنه لا يوجد الله! وأن كل شيء مرده الصدفة ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من هذه الأفكار)، أقرأ القرآن والسيرة النبوية! لكني أشك! يا ويلي أنا خائفة! رغم استعاذتي وقراءتي للقرآن وصلاتي إلا أن الشك يطاردني، حتى أثناء الصلاة أو قراءة القرآن أو تواجدي في المسجد يوسوس لي الشيطان دائماً، لماذا كل هذا؟ لمن تصلين؟ ألم نتفق أن الله غير موجود؟
وأثناء تواجدي في المسجد تدور الأفكار في رأسي! لماذا ترتدين ذلك النقاب؟ وما الذي تحكيه عن عذاب القبر؟ إنهم تائهون.
وفي الحقيقة أنا التائهة، أصبحت أخاف على ديني، والشك يساورني، لا أستطيع الانقطاع عن الحضور في محاضرة الأستاذ اليهودي الذي أحدث فتنة في ديني ( فالحضور إجباري ) والغريب أني أدافع وأحاججه ولكن قلبي لم يعد يؤمن بتلك البراهين.
أحس أن قلبي قد مات! كنت أسأل في الماضي الطلاب عن ديانتهم، البعض يقول: ديني المسيحية، والبعض يقول: ليس لدي ديانة، فلا أؤمن بشيء، كنت أعيب على الدين ( لا دين لهم ) والآن أعتقد أني سأصبح منهم.
أرجوكم أنقدوني، لا أريد أن أموت فجأة، وأنا أفكر هكذا.
أريد أن أعود كما كنت سابقاً، رغم ما أقوم به مع أذكار، وحضور خطب يوم الجمعة، إلا أني لا أحس بشيء، أرجو أن لا يؤاخذني الله على كلامي هذا!.
ومنذ شهر كنت أريد أن أتزوج من شخص متدين ليعينني علي أمور ديني.
ولكن الآن لا أريد، وأفكر أني سأجعله تعيسا حينما يعلم أنه سيتزوج بواحدة مثلي! تشكك ولن تساعده على التقرب من الله تعالى.
لم أعد أستمع بتركيز للخطب، بل لا أرغب نقاش صديقاتي الصالحات المسلمات فيما يتعلق في أمور الدين، لأني أحس أني منافقة وأظهر ما لا أبطن.
أرجوكم ساعدوني، أنا أسأل نفسي: ما الدليل على وجود الله؟ أو ما الذي يثبت أن الرسول صلي الله عليه وسلم قد وجد أصلاً، القرآن السنة؟ أسأل نفسي:هل يعقل أن يكون جميع المشايخ والمسلمين والأئمة على خطأ؟ لماذا يحبون الإسلام لدرجة أن البعض ليفديه بروحه؟ هل هذه الأسئلة التي تدور بمخيلتي تخرجني من الإسلام إلى الكفر؟ (لا قدر الله!).
في الماضي قلت: لن أتأثر بقول الأستاذ اليهودي وتشكيكه، ولن يحدث فتنة في ديني، ولكن الآن حسبي الله ونعم الوكيل! قبل كنت أقول هذا القول مؤمنة بأن الله سينصرني، والآن أقول ذلك (حسبي الله ونعم الوكيل) ولا أعلم وأشك.
هلا ساعدتموني أرجوكم، وأتمنى الهداية من الله.