السؤال
زوجي يكذب علي، ويبرر هذا بأنه حلال الكذب بين الزوجين، ولكني أتأذى وأصبحت لا أثق به.. مثال للكذب أنه يقول سهران بالعمل، ويكون مع أصحابه سهران.
سؤالي: هل هذا حلال أم يعتبر كذبا فعلا؟ لأنه يؤذي مشاعري.
زوجي يكذب علي، ويبرر هذا بأنه حلال الكذب بين الزوجين، ولكني أتأذى وأصبحت لا أثق به.. مثال للكذب أنه يقول سهران بالعمل، ويكون مع أصحابه سهران.
سؤالي: هل هذا حلال أم يعتبر كذبا فعلا؟ لأنه يؤذي مشاعري.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك بنتنا وأختنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع الذي يدلُّ على حرصك على استقرار أسرتك وبقاء هذا الزوج في إطار الحياة الزوجية المثالية.
نسأل الله أن يُديم عليكم النعم، وأن يُعين زوجك على أن يكون صادقًا وواضحًا، وأن يُلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.
بدايةً نتمنَّى أن تُشجعي هذا الزوج ليتواصل مع الموقع، ليذكر ما عنده، حتى يسمع النصيحة المناسبة.
الأمر الثاني: أرجو أن تُظهري الفرح والسرور، وتجعلي بيتك جاذبًا، وثغرك باسمًا، وفراشك ناعمًا، حتى يأتي هذا الزوج مُسرعًا إلى البيت، ونوصيك بتجنُّب شدة التحقيق والتدقيق معه حتى لا يضطر كما يظنُّ بعض الرجال أن الكذب يُنجيه، وحبل الكذب قصير، والكذب الذي تتكلّم عنه الشريعة هو الذي فيه معاريض ومندوحة عن الكذب، وهو الذي فيه وعدٌ جميل ومبالغة في الثناء.
ونحب أن نفهم من الطرف الثاني حقيقة، ولكن نوصيك أيضًا بالمحافظة على بيتك، وبالحرص دائمًا على أن تكوني واقعية في تعاملك مع الزوج، واعلمي أن الزوج قد يحتاج أحيانًا إلى شيء من البُعد، وهذا فيه مصلحة أيضًا للمرأة.
عليك بأوساط الأمور فإنها ... طريقٌ إلى نهج الصواب قويم
ولا تك فيها مفرطاً أو مفرطاً ... كلا طرفي قصد الأمور ذميم
فكثرة الوجود في البيت، الوجود الدائم ليس في مصلحة الأسرة، كما أن البُعد الكثير والجفاء وتقديم المجالس على البيت؛ كلُّ ذلك لا يصلح، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يمرّ على زوجاته بعد الفجر، ويمر على زوجاته بعد العصر، ويجمع الزوجات عند صاحبة النوبة ليُؤَانسهنَّ، حتى بوّب علماء السُّنن: (باب السمر مع الأهل)، فليت كل زوجٍ يُدركُ هذا، ويجعل وقته الأوفر والأكبر مع زوجته، اهتمامًا، ومؤانسةً وسمرًا.
ونتمنّى من الزوجة أن تُعين زوجها على ذلك، بأن تشكر أي تقدُّم منه، أي مجهود يحصل منه، ونسأل الله أن يُعينكم على الخير.
نحن لا نستطيع أن نعطي الحكم النهائي إلَّا بعد أن نستمع إلى الطرف الثاني، حبذا لو تواصل معنا، أو كتبتم استشارة مشتركة يكتب فيها كل طرف ما عنده، ولا نُؤيد الكذب الصراح، ولا يمكن أن يُقبل الكذب الذي يُؤذي الطرف الثاني كما يحصل في السؤال، ولكننا نحتاج إلى أن نستمع وجهة النظر الأخرى، حتى يأتي الجواب معتدلاً منصفًا، ونسأل الله أن يُعيننا دائمًا على الخير، ونكرر الوصية لك بالمحافظة على البيت، والبحث عن أسباب نفوره وهروبه وكذبه أحيانًا أو المبالغة في الكذب، أرجو أن تبحثي معنا عن الأسباب، وليس معنى ذلك أننا نُؤيّد ما يحصل، بل نرفض هذا الذي يحصل من الزوج، ونتمنّى أن تُشجعي تواصله مع الموقع، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.