السؤال
زوجتي تكذب كثيرًا، وقد وعظتها أكثر من مرة وسامحتها كثيرًا على أن تقلع عن هذا الذنب، لكن لا فائدة، وآخر مرة هددتها بالطلاق فعاهدتني أنها تابت ولن تعود لذلك الفعل، وبعد ذلك عادت، فماذا أفعل؟
مع أن هذا الفعل يجعلني لا أثق فيها.
زوجتي تكذب كثيرًا، وقد وعظتها أكثر من مرة وسامحتها كثيرًا على أن تقلع عن هذا الذنب، لكن لا فائدة، وآخر مرة هددتها بالطلاق فعاهدتني أنها تابت ولن تعود لذلك الفعل، وبعد ذلك عادت، فماذا أفعل؟
مع أن هذا الفعل يجعلني لا أثق فيها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohd_78200 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك -أيها الأخ الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونحن نشكر لك صبرك على زوجتك، واهتمامك بتهذيب أخلاقها، ولكننا نتمنى أن تتذكر دائمًا بأن زوجتك بشر من بني آدم وليست من الملائكة، وكل بني آدم خطاء، وقد يبتلى بعض الناس بذنب يلازمونه ويتوهم الواحد منهم أنه لا يقدر على مفارقته؛ ولذا قالوا الواحد منهم بحاجة إلى مساعدة حتى يعتق نفسه من أسر هذا الذنب.
الكذب ذنب قبيح بلا شك، وزوجتك بحاجة إلى من يرحمها فيساعدها للتخلص منه، ونرجو أن تكون أنت ذلك الشخص حتى يكتب الله لك أجرها.
نحن نرى -أيها الحبيب- أن من أنفع الوسائل معرفة الأسباب التي تكذب لأجلها، إن كان الخوف أو الرغبة في الحصول على شيء أو غير ذلك، فإذا عُرف السبب سهلت المعالجة.
نصيحتنا أن تشعر زوجتك بالأمان وتكون صادقًا معها فعلاً في تأمينها مما تخافه إن هي صدقتك في القول، وبذلك ستتشجع هي على الصدق. واحذر أن يكون أسلوب تعاملك معها هو الذي يدفعها للكذب، وذلك بأن تلومها أو تعاقبها إن هي قالت الصدق، وبالعكس من ذلك إن كذبت عليك، فإن هذا التعامل يدفعها للكذب لتسلم من التوبيخ أو العقاب.
ومن الوسائل المهمة أن تشتري لها كتبًا ولو من الكتيبات الصغيرة التي تتكلم عن فضيلة الصدق وعواقبه، وذم الكذب ونتائجه، وأن تسمعها ولو بطريق غير مباشر بعض المواعظ التي تتكلم عن ذلك.
وينبغي أن تدرك جيدًا -أيها الحبيب- أن زوجتك وإن كان فيها هذا الخلق الذميم فلا شك أن فيها أخلاقًا أخرى حسنة، ولذا فمن غير العقل والحكمة أن تكبر أنت الموضوع، فتوصله إلى حد الطلاق بسبب كذبها، فالأمر أولاً لا يحتاج ذلك كله، وثانيًا هو قابل للعلاج بإذن الله تعالى، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد قال: (لا يفرك –لا يبغض– مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر).
وأما عن تهديدك السابق بالطلاق، فنحن لا ندري ما هي الألفاظ التي قلتها لها وما كنت تنوي بها، ولذا فنصيحتنا أن تذهب إلى أهل العلم الموثوقين أو القاضي الشرعي لتتبين حكم الألفاظ التي قلتها بعد مشافهتهم بما قلته.
وفقك الله لكل خير، وأصلح لك زوجتك.