السلام عليكم.

تعرفت على شاب من ٨ أشهر كان ضحوكا وكأنه ليس له مشاكل، ويمزح، أول ما رآني أحبني، وأنا اكتشفت هذا بعد عدة أيام أنه أعجب بي، بالبداية حاولت أن أتجاهله كي لا يتعلق بي ولكن بدأ يعجبني اهتمامه، أحسست أنني أحبه، وهنا بدأت الكارثة، قلت له أنني أحبه، وكنا سوف نتزوج عندما يؤمن نفسه، ولكن أصبح شكاكا كثيراً، يقول لي أنت تحبي هذا وهذا وهذا، وفي مرة قبل أن أعترف له بحبي تكلمت مع شاب عبر الواتساب وكان كلاماً عادياً خالي من كلمات الحب وكل هذه السفاهات، ومن وقتها وهو عنده عقدة منه، مرة يريد أن يقتله ومرة يهددني بالانتحار من أجله، ودائما يقول لي أنت تحبيه ولا تحبينني!

أصبح كل يوم يهدنني بالانتحار! أصبحت لا أطيق حياتي ولا أطيقه، تعبت منه كثيرا، كل يوم أبكي، حالتي النفسية تعيسة، حتى أني خسرت وظيفتي بسبب شكه، ويقول لي أنت السبب في شكي بك، لا أعرف ماذا أفعل معه؟ وكيف أتصرف معه إذا تركته يقول لي سوف أنتحر، وأخاف من هذه الأمور، أنا أعلم جيدا أن هذا الحب حرام شرعاً ولكنني علقت في هذه المشكلة، أريد حلاً!

البارحة أخذ كمية دواء لينتحر بسببي ونفسيتي تعبت جداً، هل إذا انتحر يكون بسببي؟ هل يعاقبني الله؟ خائفة جدا من عذاب الله لي، أدعو الله من كل قلبي أن لا ينتحر أو يفعل في نفسه شيئا، اليوم تركته ولكنني خائفة ينتحر، لكن أنا لم أعد أتحمله، أصبحت حياتي جحيما بسببه، أعطوني حلا رجاء، كيف لا يعاقبني الله إذا انتحر! خائفة جداً.

أعتذر عن طول السؤال ولكنني في حالة نفسية تعيسة، وشكرا لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mimo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة-، وردا على استشارتك أقول:

من الأخطاء التي يقع فيها الشباب في هذا الزمان بناء علاقات حب فيما بينهم سواء عبر برامج التواصل الاجتماعي أو مباشرة في المدارس والجامعات أو خارجها؛ لأن هذه الطريقة تعد من تقليد الغرب ولا تمت بصلة لقيمنا وأخلاق ديننا الحنيف؛ لأن ديننا دين العفة والعزة والكرامة.

غالبا ما تكون لتلك العلاقات تبعات وسلبيات كثيرة جدا، وما تعانينه جزء منها وهذا أثر من آثار الذنوب والمعاصي.

نوصيك بالاجتهاد في تقوية إيمانك من خلال كثرة الأعمال الصالحة فوق الإيمان مع العمل الصالح تجلب للعبد الحياة الطيبة، كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وقوة الإيمان يولد في النفس حاجزا يمنع من الوقوع في المعاصي التي تغضب الله تعالى.

عليك بالتوبة النصوح مما بدر منك من العلاقة مع ذلك الشاب ولا تعودي إليه ولا إلى غيره، فمن أراد الزواج بك فليأت البيوت من أبوابها كما هو معروف في قيمنا الإسلامية.

اقطعي علاقتك مع ذلك الشاب فلست مسئولة عنه لا من قريب ولا من بعيد، ولا يصلح شاب بهذه النفسية أن يكون زوجا لك لأنه سيفسد حياتك بهذه الوساوس والشكوك، فإذا كان هذا ولا زلت أجنبية عنه فكيف إن تزوجت به.

عليك بخاصة نفسك فالتفتي إليها وأصلحيها، وهذا الشاب يتحمل مسئولية ذنبه ومعصيته، وإن قدرت على إبلاغ أسرته بتصرفاته فافعلي من باب التعاون على الخير، وإن كنت لا تعرفين أسرته ولا الوصول إليها فدعيه وشأنه.

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة وتحيني أوقات الإجابة وسلي ربك أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك وتسعدينه، وأكثري من دعاء ذي النون: (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق.