السؤال
أنا لا أنام الليل، وأقضيه في التحدث مع نفسي.
أنا لا أنام الليل، وأقضيه في التحدث مع نفسي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنت تتحدثين وتسألين عن أنك لا تنامين ليلاً، وأنك تقضين الليل في التحدث مع نفسك، هذا دليل على أنك تعانين من ضعف في الصحة النومية، أو ما يعرف بصحة النوم السليم، ويكون مرد ذلك أنك لا تهيئن نفسك للنوم بصورةٍ صحيحة.
من أكثر الأسباب انتشاراً والتي تؤدي إلى اضطرابات النوم وكثرة التفكير ليلاً هو القلق النفسي، وعلى ضوء ذلك أرجو أن تحاولي أن تخصصي وقتاً ثابتاً للنوم الليلي، بمعنى أن تذهبي إلى الفراش في وقتٍ معين، كالساعة التاسعة أو العاشرة ليلاً، وتسيري على هذا النمط دائماً؛ لأن ذلك يؤدي إلى تنظيم بعض المواد الكيميائية، والاستشعارات العصبية الضرورية لحدوث النوم، ومن المهم جداً أن تكوني قد قضيت كل ما يشغلك وأتيت إلى النوم وأنت مسترخية ومتفائلة بأنك سوف تنامين.
ومن النصائح التي نوجهها لك أيضاً هو أن يكون المكان حولك مهيّأً، بمعنى أن لا يكون هنالك إزعاج، وأن تكو الإضاءة خافتة، ومن المهم أيضاً أن لا تنامي في أثناء النهار، وأن تمارسي أي نوعٍ من الرياضة، خاصةً في أوقات الصباح لأن ذلك يساعد كثيراً في النوم، ومن المهم جداً أن تتجنبي شرب المواد التي تمنع النوم والتي تحتوي على مادةٍ تعرف بمادة الكافيين، وهي في الشاي والقهوة والببسي والمشروبات المماثلة.
الكثير من الناس ينسى أو لا يلتزم بأذكار النوم، وقد أثبت أنها ضرورية جداً لإثارة الطمأنينة في النفس وتحسين النوم، فأرجو أن تواظبي عليها بصورة منتظمة.
سأقوم أيضاً بوصف علاج دوائي لك، وهو علاج بسيط يُساعد في إزالة القلق وكذلك يحسن النوم.
هذا النوع يُعرف باسم تربتزول (Triptizol) تأخذينه بجرعة 25 مليجرام ليلاً قبل النوم بساعة لمدة أسبوعين، ثم ترفعين الجرعة إلى 50 مليجرام ليلاً، وتستمرين على ذلك لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضين الجرعة مرةً أخرى إلى 25 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر.
كما ذكرت هذا الدواء مزيل للقلق والتوتر، وهو يساعد في النوم كثيراً، وغير إدماني.
لقد وُجد أيضاً أن تناول الحليب الدافئ قبل النوم بساعة يساعد أيضاً في النوم، كما أن المعاشرة الزوجية تساعد أيضاً في تحسين النوم.
وبالله التوفيق.