السلام عليكم.

أخبرتني يا دكتور أن ما حدث لي من شعور باللامبالاة والتصرف بدون تفكير بعد تناول السيروكسات 50 ملجم هو عرض جانبي وظاهرة معروفة تسمى (الاضمحلال الوجداني)، أريد شرحا عن هذه الظاهرة.

ما حدث لي عندما كنت أتناول الدواء لعلاج الرهاب الاجتماعي وذلك قبل سنوات (بعمر22 سنة) أنه حدثت لي بعد تناوله لامبالاة سواء بالدين أو القيم أو حتى الأخلاق، أصبحت لا أرى الخطأ خطأً، فكل شيء عندي أصبح سواء الصواب والخطأ، أصبحت غير مكترثة لأي شيء، وتركت الصلاة، وأصبحت خاوية بلا مباديء وبلا اكتراث لأي شيء بجانب الأفكار الانتحارية، بعكس حالي قبل تناول الدواء، حيث إنني كنت حريصة على الصلوات وذات خلق ومبدأ، الآن بعد أن تركته عدت كما كنت قبل تناول الدواء، أصبحت أصلي، وبت أرى الخطأ خطأً ولا أقبل به، والصواب صوابا وأحرص عليه، فهل ما حصل لي هو بسبب هذه الظاهرة (الاضمحلال الوجداني)؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تهاني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ظاهرة الاضمحلال الوجداني بعد تناول الزيروكسات تحدث على مستوى المشاعر فقط، والمقصود بها أن الشخص لا يحس بالقلق والتوتر، وأحيانًا بعض المرضى يصفون هذا الشيء بأن مشاعرهم قد تجمّدتْ (مثلاً)، أو لم يَعْدوا يحسُّون بالقلق والتوتر كما كان في السابق، أي أن القلق والتوتر ينتهي وتُصاحبه نوعًا من التجمّد العاطفي أو الوجداني -أو الاضمحلال الوجداني-، ولكن هذا لا ينعكس في السلوك على الإطلاق، أي: لا تكون معه تصرف دون تفكير، ولا تحدث معه أشياء مثل ترك الصلاة ومعرفة الخطأ والصواب كما ذكرت، هذا يتم على مستوى الأحاسيس والمشاعر فقط، وإذا كان هناك أي شيء حصل غير ذلك فيجب تفسيره من منطلق آخر.

وفقك الله وسدد خطاك.