السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا والحمدلله رب العالمين من المحافظين على الصلاة والصدقة وعمل الخير، ولكن سأشرح معاناتي بكل دقة وتفصيل!
أنا يا دكتور انطوائي حاد جداً، منعزل عن العالم، حاولت إني أتغير ولَم أستطع، روتيني اليومي التعيس عبارة عن ذهاب إلى الجامعة، وأعود إلى البيت فقط لا غير، وهذا رغم أني جيد في الجامعة إلا أني أحس سأفشل مرة أخرى؛ لأني كنت قبل في كلية أخرى ودرست ثلاث سنوات، وفِي الأخير ذهبت هباء منثورا، ثم حولت إلى كلية أخرى، وأنا خائف أني سأفشل.
لا يوجد لدي أصدقاء أخرج معهم لقضاء نهاية الأسبوع، ولا يوجد لدي أقرباء أخرج معهم، وأتحدث وأذهب وأرجع معهم، فقط أذهب وحدي وأتحدث وحدي، مثلاً أتخيل أشخاصا أمامي وأتحدث معهم، وأعلّق على موقف حصل لنا، ورغم أن علاقتي في الجامعة بمن هم حولي لا بأس بها، ولكن لا أستطيع تكوين صداقات قوية مع الأشخاص، وأنا من الأشخاص الذين من الصعب جداً عليهم تكوين صداقة مع شخص آخر، لا أثق في أحد، ولا أرتاح لأحد، ولا توجد لدي مشكلة أن أجلس لوحدي كثيراً.
أحياناً بل غالباً يأتيني شعور بالضيق والانفعالية، أحس أن صدري سينفجر، ولا أدري أهي حالة اكتئاب أم لا؟ كانت تأتيني باستمرار السنوات التي مضت، ثم اختفت فترة وها هي تعود، وهذا ما أخشاه، أثرت علي نفسياً ودراسياً وجسدياً لدرجة أني نحيل جداً جداً، وهذا ليس بقريب، هذا الانطواء وحالات الاكتئاب، بل هي منذ سنوات مضت ليست بالقريبة، ولا أعلم دواعي هذا المرض.
نقطة مهمة: وهي أني بعد بحث طويل اكتشفت أني مصاب بمرض الرهاب الاجتماعي، والله العالم مشكلتي أني أخشى التجمعات في الأماكن العامة، وأتوقع أني سأصاب بمكروه، وأيضاً أخشى من تجمعات الشباب كشارع التحلية في جدة، وغيرها الكثير، مثلاً لا أستطيع أن أدخل إلى مجلس وأسلم، وإن دخلت وألقيت السلام أصاب بالإحراج، ويصبح وجهي أحمر، جسدي حارا، وأتعرق، وأيضاً لا أستطيع أن أقدم (برزنتيشن) وأقف أمام الطلاب وأتكلم، وقد تجرعت مرارة هذا الموقف في أول سنة لي في الجامعة، تلعثمت أمام الطلاب واحتر جسدي واحمر وجهي وبدأ جسدي ينهال منه العرق، مما سبب لي فوبيا من (البرزنتيشن)، وأنا أعرف أن هذه المواقف شيء بسيط، ولكن لا أدري لم تأتيني، أتوقع هذا الرهاب من أسباب عدم الثقة في النفس.
أخيراً يا دكتور أريد علاجا لهذه الحالة، لأني تعبت، أريد أن أعيش كأي شخص في هذا العالم، بحثت عن علاج زولفت وكدت أن أشتريه، ولكن جاء في ذهني أن أسأل شخصكم الكريم بعد تشخيص الحالة، ما هو أفضل علاج لهذه الأعراض؟ شفانا الله وإياكم.