الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا يقع العبد في المعصية رغم التوبة منها؟

السؤال

السلام عليكم

بداية أنا مقتنعة تماماً أن كل شيء يحصل للإنسان فيه خير، مهما كان غير واضح في الظاهر، وأجزم أن فيه خيرا لنا ولكن لا نعلمه، ولكن الذنوب التي يقع فيها الإنسان بالرغم أنه يتوب منها أكثر من مرة هو غير راض عنها، فهو يرتكبها ويشعر بالضيق والحسرة بسببها، مع أنه يقع فيها ويتوب منها، ولكن نحن نتعلم من هذه الذنوب الرجوع إلى الله والتمسك بشرعه، فلماذا نقع فيها؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما يحصل للمؤمن في هذه الحياة من ابتلاء بالخير أو بالشر إنما يقع بإرادة الله سبحانه وحكمته، وهو كله خير للمؤمن، كما قال صلى الله عليه وسلم: (عَجَبًا لأَمْرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ ليسَ ذلكَ لأَحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ) رواهُ مُسْلِمٌ .

يجوز للمسلم لو حصلت له مصيبة أن يحتج بالقدر عليها فيقول قدر الله وما شاء فعل، لأن أمر القضاء والقدر بيد الله، وعلى العبد أن يأخذ بالأسباب للوصول إلى الخير أو البعد عن الشر.

أما المعاصي والذنوب التي يقع فيها العبد بسبب تفريطه وقلة إيمانه وضعفه أمام وساوس الشيطان والنفس الأمارة بالسوء؛ فهو خطأ ومعصية، ويجب عليه أن يتوب منها، ولا يحتج بقدر الله على وقوعها؛ لأنه يفعلها باختياره ومحض إرادة، وعليه التوبة منها وأن ينسب التقصير إلى نفسة لا إلى قدر الله.

أما سؤال لماذا يقع العبد في المعصية؟!

جوابه: إن وقوع العبد في الذنب يكون بسبب ضعف إيمانه، وقلة مراقبته لله، وتعرضه للفتن، ومصاحبته للرفقة السيئة وغيرها من الأسباب، وعليه أن يتوب ويقلع منها، وهذا يحتاج إلى أن بجاهد نفسه، ويصدق بالتوبة، ويبتعد عن أسباب المعصية.

من رحمة الله بالعبد أن فتح له باب التوبة والاستغفار كلما أذنب أو وقع في المعصية، فلا يقنط من رحمة الله بل يثق في الله ويحسن الظن به ويرجع إليه، فإن الله أمرنا أن نفر منه إليه قال سبحانه: (ففروا إلى الله).

شرع لنا التوبة حتى نتطهر من المعصية والذنب، وأرسل لنا الرسل، وأنزل الكتب ليدلنا على الخير ويحذرنا من الشر، وهذا كله من رحمته وفضله على عباده.

أرجو أن تكون الفكرة قد وضحت لك؛ حتى تفرقي بين أقدار الله التي يبتلى بها العبد وبين ذنوب ومعاصي العبد، وكيفية التعامل مع كل نوع منها.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً