السؤال
السلام عليكم.
سيدي الكريم، أولاً: أشكركم على مجهوداتكم، أما بعد:
أنا فتاة لدي شخصية بسيطة، متعلقة جدا بعائلتي، منذ عام تقريبا أصيبت أختي بوعكة صحية جعلتني أفكر في حالتها بشكل مستمر، وأخاف أن تموت -لا قدر الله-، بعدها بأيام نمت واستيقظت وأنا مفزوعة، وأشعر بدنو الموت، وأني سأبتلع لساني، وسأجن وأمرض، ولن أستطيع إكمال دراستي.
عشت 15 يوما وأنا في حالة توتر وإحساس بأني سأفقد عقلي من كثرة الأفكار السيئة، وبعدها بدأت حالتي تتحسن، بعدما جاء رمضان وبأول أسبوع نمت بعد السحور واستيقظت وأنا أحس بخفقان شديد، بعدها أصبت بتجشؤ كثيف يلازمني 24 ساعة، وأحس باختناق، وكتمة على صدري طيلة الشهر الفضيل.
بعد رمضان بدأت حالتي تتحسن تدريجيا، ولكن أحيانا أبكي وأحس باختناق بلا سبب، بعدها جاهدت نفسي وواظبت على صلاتي، وصرت أخرج وأجلس مع الناس بكثرة، وشعرت بتحسن ملحوظ، وعندما أتذكر الحالة أضحك، ولكن منذ فترة ومع بداية العام الدراسي أحس بخفقان دائم، ودوخة، وملل، وكسل، واعتلال دائم، ذهبت إلى الدكتورة، وعملت لي تخطيطا للقلب، وقالت: كل شيء سليم.
أنا أدرس الطب في السنة الرابعة، وعندما أدرس عن أي مرض أحس بأعراضه! أصبحت أعيش في دوامة، وأني سأمرض وسأموت، وسيحزن علي أهلي، وصرت أكره الدراسة، ولا أستطيع التركيز، الحالة تذهب وتعود يعني أحيانا أتحسن بعدما تؤنبني أمي، ولكن أحيانا تعود، وكلما أصابني شيء في جسمي أهوله وأقول إنه مرض سيقتلني.
سيدي أنا على دراية تامة بأن دوائي بيدي، وبحزم وإصرار وتوفيق من الله سأشفى، ولكن الخمول والكسل والتأجيل يقضي علي، وصرت لا أخرج من البيت إلا إذا تطلب الأمر مثلا الذهاب للجامعة، صرت أفكر دائما أنني أهنت المهنة النبيلة التي ضحيت بكثير من الأشياء لأدرسها، صارت لا تستهويني خاصة بعد رؤية معاناة المرضى يوميا، وأنني لا أستطيع أن أنفعهم في أغلب الحالات.
أفيدوني جزاكم الله خيرا، أحس بأن الدنيا ضاقت علي، وكيف أواظب على صلاتي وأخشع فيها؟ فهي مفتاح مشكلتي، أخاف أن الله لا يتقبل صلاتي وأعمالي، أخاف من الحساب وأن الله غاضب مني؛ لأني دائما أحلف وأعد بأن أصلي وأصبح قريبة من الله، ولكن أنقض الحلف، وأتساهل في أداء الصلاة وأتكاسل في أدائها، وفي الأخير جزاكم الله خير، وجعله الله في ميزان حسناتكم، وآسفة على الإطالة.