السؤال
الإخوة الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أحمد الله وأشكره على نعمه! فأنا أؤدي فرائضي ما استطعت، وأحب فعل الخير، وأسعى إليه! ناجح في عملي، وتقلدت عدة مناصب، مرح وصاحب نكتة، وأشارك الناس في أفراحهم وأحزانهم، ولدي أسرة، علاقتي مع زوجتي وأبنائي علاقة محبة، كل شيء في حياتي جميل وممتع، والحمد لله!
مشكلتي أنه بدون سابق إنذر أشعر بأفكار تسيطر علي، تحاول أن توهمني بأنني غير سوي! وأيضاً تحاول إيهامي بأنني ليس لدي عقيدة الإيمان بالله، وأن ما أقوم به ليس من أجل الله، وما يحدث معي من نعم ونجاح ليس كرما من الله، وأعوذ بالله من ذلك! هذه الأحاسيس تأتي فجأة، خاصة أثناء الصلاة، أو عندما أكون وحيدا، أو في وقت الفراغ غير المملوء، وهي لا تستمر طويلا، قد لا تتجاوز دقائق في أغلب الأحيان! فإذا ما غيرت من وضعي، أو تحدثت مع الآخرين، أو قمت بعمل شيء ما، مثل: التسبيح مثلا؛ فإنها تذهب!
هذه الأفكار تتمحور عادة على الأمرين السابقين فقط، وقد تغيب، ولا تأتي حتى لمدة شهر، ولكنها قد تأتي فجأة بدون سابق موعد يمكنني تحديده! سألت أخصائي أمراض نفسية عبر الإنترنت منذ عامين، ووصف لي بعض تمارين الاسترخاء، ووصف الحالة بأنها وسواس قهري، ولكن عندما أطلع على المواضيع ذات العلاقة بالوسواس القهري، لا أجد أن ذلك ينطبق علي، خاصة فيما يتعلق بالوضوء والنظافة والترتيب وما إلى ذلك!
أستفيد كثيراً عندما أتكلم مع نفسي بأنني قوي، وبأنها أفكار سخيفة، وأنها لم ولن تؤثر في حياتي! كما أني أشعر بالارتياح حينما أقوم وأصلي لغرض التخلص من هذه الأفكار، أيضاً عندما أقرأ القرآن، وكذلك عندما أقرأ مواضيع تتعلق بالموضوع، وكيفية الوقاية منه.
في بعض الأحيان أجد نفسي أضحك من هذه الوساوس، وفي البعض الآخر أجد نفسي أنجر وراءها، وهذا يزيد من قلقي، وأنا أكتب إليك الآن أشعر بتفريغ شحنة من داخلي، ولا أشعر بأي قلق!
أنا أمارس رياضة الاسترخاء، وأتابع باهتمام موضوع البرمجة العصبية، وقد غير هذا البرنامج الكثير من مفاهيمي، وأصبحت أكثر إيجابية، وطردت العديد من السلوكيات السلبية، ولكن ـ للأسف ـ لم أستطيع التغلب نهائياً على هذه الحالة التي تقلقني إلى حد ما!
أرجو أن تتكرموا بإفادتي بتشخيص حالتي! وإلى أي مدى يمكن معالجتها عن طريق البرمجية العصبية، أو العلاجات السلوكية الأخرى، وأنا أميل إلى هذه الأنواع من المعالجة لإقتناعي التام بفائدتها، ولأنني أجني بعض فوائدها في حالتي هذه! أرجو التكرم بتقديم العلاج اللازم لهذه الحالة، وكيف تشخصوننا؟ وبماذا تنصحونني؟
أفادكم الله!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته!