السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرسلت سؤالي هذا إلى مركز الفتوى بموقعكم ولم أستقبل الإجابة بعد، ولكنني أردت أن أرسله إلى مركز الاستشارات لأنني محطمة نفسيا ومرهقة، لعلي أجد من يشير علي بالخير، ولعلي أجد كلاماً يريح قلبي.
أنا فتاة عمري 26 سنة، تم عقد قراني ولم يتم الزواج بعد لعدم اكتمال بناء المنزل، والذي سيكون بمشاركة أهل زوجي، وزوجي باراً بوالديه، وأنا أشجعه على ذلك، ولكن أمه متسلطة جداً، وترهقه بالمصاريف، وتحمله كافة مصاريف البيت، بالرغم أنه مقبل على الزواج، ووالده على قيد الحياة، ولديه إخوة غيره يعملون ولديهم راتب؛ ولذلك السبب تأخر موعد الزفاف، وتأخر بناء البيت وتجهيزه.
ومؤخراً عرضت علينا أم زوجي أن نتزوج عندها في غرفة في بيتها ونسكن معها، لأنها لا تريد أن يكون لولدها سكن مستقل، خشية أن يتوقف عن التكفل بمصاريف البيت، رغم أنه وعدها بأنه لن يتوقف عن التكفل بكافة مصاريفها، حتى بعد استقلالنا في بيتنا.
هل من حقي رفض العيش مع أهل زوجي خشية حدوث المشاكل وحفاظا على زواجي؟ وذلك لأسباب أهمها:
أولاً: كانت زوجة أخيه تسكن معهم لمدة سبع سنوات، وحدثت مشاكل كبيرة بينها وبين أمه، رغم أنها ابنة أختها، وكانت تحبها كثيراً، ثم أصبحت تكرهها، وما زالت تسبب لها المشاكل وتتحدث عنها بالسوء، حتى بعد استقلالها عنهم بمنزل منفصل، وأخشى أن يتكرر ذلك لي.
ثانياً: إذا وافقت على السكن مع أهل زوجي فسوف أضطر للقيام بأعمال البيت من طبخ وتنظيف، ولا أمانع من ذلك وإن كنت في بيت مستقل عنها، ولكنني أرتدي الحجاب الشرعي طوال اليوم لوجود إخوة زوجي في البيت، وأخشى أن يؤثر ذلك على المودة بيني وبين زوجي، فلن أستطيع التزين له طوال اليوم، كما أن ارتداء الحجاب طوال اليوم مرهق ومتعب، خاصة أيام الحر، كما رفض زوجي ذلك لأن بيت والدته صغير، وسيشترك الجميع في استخدام الحمام، مما يسبب الحرج لنا، إضافة إلى أن أهله لا يلتزمون بالأمور الشرعية في المناسبات، أو عند حضور الضيوف إليهم، وغالبا ما يحدث اختلاط وغيبة، فهل يأثم زوجي إن توقف عن الإنفاق على أهله لمدة معينة فقط، من أجل إكمال بناء البيت الذي سنتزوج فيه؟ علما أنهم لن يتضرروا كثيرا من ذلك، لأن إخوته ووالده لديهم عمل وراتب.
أريد أن أصبر إلى أن يكمل زوجي بناء بيتي الخاص، ولكنني أخشى استمرار أهل زوجي في الوقوف في طريقه وإرهاقه بالمصاريف، إضافة إلى أنهم يحطمونه نفسيا، ويقولون له لن تستطيع إكمال بناء بيتك في أقل من 5 سنوات، وما عليك إلا أن تقبل وتسكن معنا، رغم أن تكاليف إتمام المنزل لن تكون باهظة، ويستطيع إكماله في أقل من سنة إذا تفرغ لبنائه، وتوقف عن الإنفاق على والديه، أو خفف من تلك المصاريف لمدة مؤقته.
من المتعارف عليه عندنا أن الشاب إذا كان مقبلا على الزواج، فإن أهله يعفونه من كافة المصاريف، ويساعدونه في تكاليف زواجه، ويتكفلون بكل ما يلزمه لبيته، ولكن ما يحدث لزوجي هو العكس تماماً، وأهله لا يهتمون بأمري، رغم صبري عدة سنوات، لكنني لا أريد أن أسكن مع أهله خشية حدوث المشاكل، ولن أتمتع أبدا بخصوصية في حياتي مع زوجي، لذلك أفكر بالقيام بمشروع صغير في البيت لكي أساعد زوجي في إكمال بيتنا الخاص.
أشعر بالخوف الشديد والحزن والضيق كل ليلة، وعندما أستيقظ في الصباح، ولا أشعر بالأمان والطمأنينة، فالفتيات اللاتي في عمري أصبحن أمهات ولديهن أطفال، وأنا أعيش ظلماً وأنتظر سنة بعد سنة تحت أنانية أهل زوجي، لا أريد سوى بيت صغير مستقل، يجمعني بزوجي ويسترنا، ويعيننا على طاعة الله، لا أريد أثاثا فاخراً، ولا أريد حفل زفاف، فكل ذلك زائل، وأتمنى من الله أن يعوضني عما فاتني بعد زواجي، لأنني مؤمنة أني سأنال كل رزقي، وكل ما كتبه الله لي، ولن يمنعني منه مخلوق إذا أراد الله لي شيئا، ولكن ما يحدث ظلم كبير، فإن وافقت على السكن مع أهل زوجي فإنه لن يستطيع إكمال بناء بيتنا، لأنه سينفق علي وعلى أهله، ولن نستطيع إيجار بيت أو غرفة بسبب غلاء الأسعار.
كذلك ظلمني والدي ولم يساعدني، ولم يخصص لي مبلغاً من المال يساعدني في زواجي كما فعل مع جميع أخواتي، فلو فعل ذلك لحلت مشكلتي، فماذا أفعل؟
أشيروا علي بنصحكم، جزاكم الله خيراً.