السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة في البكالوريا، كنت من الأوائل، وأعشق دراستي، وجمعت السنة الماضية المجموع التام، وأدرس بشهوة كبيرة، وكنت أكثر واحدة تشارك في الصف، وكلما سأل أحد المعلمين سؤالا كنت أرفع يدي، ويقولون لي: أعطي مجالا للآخرين (رغم أنني كنت أشتغل في مقهى منذ الساعة (8:30) إلى الساعة (12:15)، وبعدها أذهب إلى المدرسة، وأعود في الساعة السابعة مساء، وبعدها أبدأ أطبخ، وأشتغل بشغل البيت.
كلما كان لدي وقت فراغ كنت أدرس حتى في الشغل، وكنت أريد أن أثبت للجميع أن حجابي وديني لا يعني أنني غبية (لأني أدرس في دولة أوروبية)، أما الآن لا أريد سماع كلمة دراسة، ولا أدرس، ولا أشارك في الصف، وليس لدي شهوة للدراسة، وبدأت الغش رغم أن قبل كنت أساعد الكل في المذاكرات والفحص (رغم أنني توقفت عن الشغل في البيت والمقهى) وهذه هي آخر سنة لي في المدرسة، ويجب أن أختار ماذا أصبح في المستقبل.
أهلي يريدون أن أصبح طبيبة، ووافقت؛ لأن الدراسة كانت سهلة بالنسبة لي، ولكن يجب أن أدرس كثيرا، أما أنا فأجلس مع الكتب، ودائما أفكر بشيء آخر، وأقرأ كثيرا، ولكن لا يدخل شيء في رأسي، وعندما أحفظ شيئا فبعد يوم كأنني لم أسمع بهذا الشيء أبدا!، أشعر أنني أغبى إنسان على الأرض، ولا أثق بنفسي، أشعر بالفشل، وأن الله ليس راضى مني، وأهلي يظنون أنني سأكون فخرا لهم، ولن أخجلهم، وأنا أريد هذا، ولكن لا أعلم ماذا أصبح بحالي.
أذهب إلى دروس علوم، والآنسة تقول لي: إنك غبية، وأنني فقط أصرف مال أهلي عندما أذهب عندها دون أن أحاول أن أدرس. و(تبهدلني)، وتقول: إني لا أصلح لشيء دائما المعلمون عندما يرون أهلي يمدحونني، ويقولون: إنهم محظوظون بي. أما الآن تكاسلت كثيرا، لا أريد أهلي أن يخجلوا مني، وأنا أريد أن أصبح شخصا مهما، وأكون فخرهم، أرى في أعينهم كثيرا من الفرح، ومهما طلبت يفعلونه.
أعشق اللغة الإنكليزية، وكنت أترجى أهلي أن يحضروا لي معلما خاصا لأحفظ اللغة، وأحضروه، ولكن الآن ليس لدي أي رغبة للدراسة، وأشرد ولا أحفظ.
ساعدوني أريد أن أرجع كما كنت، وأدرس كثيرا مثل السابق، وأن يكون كل ما أفكر فيه وكل ما يسعدني أن يكون الدراسة، اشتقت لنفسي القديمة.