الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من عدم رغبة في الدراسة رغم أن طموحي عالٍ، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرًا مشايخنا على عملكم، وتقبل الله منكم، وأحسن إليكم، ونفع بكم.

اسمي محمد، وعمري 19 سنة، طالب جامعي بالسنة الأولى، أعاني من عدم الرغبة في الدراسة مع رغبة شديدة بها في نفس الوقت، كما أن لدي طموحاً بأن أنجح وأتفوق في الدراسة.

أجد نفسي لا أعمل جادًا لهذا الهدف، وكأنه كلام فقط أزينه لنفسي وأشغلها به، وأتستر وراءه لأخفي نقائصي المتعلقة بالدراسة، وأنا بهذا أفطر قلب والدي ووالدتي، وخاصة أني كنت في المراحل السابقة من المتفوقين -والحمد لله-، لكن لا أدري ما أصابني في هذه السنوات الأخيرة، أصبحت كسلانًا، أنام كثيرًا، آكل كثيرًا، حتى إني آكل بدون جوع، ولدي عادات سيئة أخرى.

أكتب لكم رسالتي وأملي أن أجد جوابًا شافيًا أستعين به -بعد التوكل على الله تعالى-؛ لأتخلص من هذه المشكلة.

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلًا بك محمد، جزاك الله خيرًا على كلماتك الطيبة.

مما قرأناه في رسالتك، يبدو أنك تعاني من مشكلة تتعلق بالتحفيز والإرادة، وربما تكون هذه المشكلة متعلقة بمستويات التوتر، أو القلق، أو حتى الاكتئاب، ولا مانع من أن تفحص نفسك نفسيًا لدى اختصاصي؛ لاستبعاد أي مشاكل نفسية كامنة.

لكن دعنا نركز أولًا على الخطوات العملية التي يمكن أن تساعدك لتحسين التحفيز والإرادة:
- حاول وضع جدول يومي يشمل فترات محددة للدراسة، الراحة، والنوم.
- قسم المهام الكبيرة إلى أجزاء صغيرة يمكن إنجازها بسهولة.
- حدد أهدافًا صغيرة وقابلة للإنجاز، واعمل على تحقيقها تدريجيًا.
- احتفل بإنجازاتك الصغيرة كمكافأة تحفيزية.
- ممارسة الرياضة تساعد على تحسين المزاج وزيادة الطاقة.
- تجنب الأطعمة التي تسبب الخمول، مثل: السكريات، والدهون.
- تناول وجبات متوازنة تحتوي على الفواكه، والخضروات، والبروتينات.
- تأكد من الحصول على نوم كافٍ ومريح.
- حاول تحديد العادات السيئة لديك، والعمل على استبدالها بعادات إيجابية.

إضافة لما سبق، يمكنك العمل على تقوية الناحية الإيمانية لديك بما يلي:

- لزوم الذكر والاستغفار، قال الله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
- اجعل لك وردًا من الأذكار والاستغفار يوميًا.
- استعن بالدعاء، واطلب من الله أن يوفقك ويسهل عليك أمورك.
- حافظ على الصلوات في وقتها، فهي تنظم وقتك وتزيد من بركة يومك.
- قراءة القرآن تساعد على تهدئة النفس وزيادة التركيز، قال الله تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين).

كما يمكنك العمل على التواصل والدعم الاجتماعي كما يلي:
- شارك مشاعرك وما تمر به مع والديك، الدعم العاطفي منهما يمكن أن يكون مفيدًا جدًا.
- في بعض الأحيان، يمكن أن يكون للحديث مع مختص في المجال له تأثير إيجابي كبير.

نتمنى أن تكون هذه النصائح مفيدة لك، تذكر أن كل خطوة صغيرة تأخذها نحو تحسين نفسك هي إنجاز بحد ذاته.

وفقك الله وسدد خطاك، وجزاك الله خيرًا وبارك فيك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً