السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة متزوجة منذ سنة وأربعة أشهر من شاب كنت أتمناه، وتركت لأجله جميع من تقدم لخطبتي من الشباب الأغنياء من أطباء ومهندسين، وتزوجت به بعد دعائي -بفضل الله- رغم محاولة إقناع أمي لي أن أتزوج من لديهم مناصب، لأنها تريد لي الأفضل، ولكنني كنت أفكر بالزوج الطيب الذي يحبني ويهتم بي ثم يكون غنياً.
قبل اتخاذ قرار الموافقة على هذا الزواج، كنت في حرب بين قلبي وعقلي، وكنت أخشى أن يكون رأي أمي هو الصواب، ثم أندم على عدم الموافقة على الذين تقدموا لي قبله، لأن مستواه المادي متوسط، ومستواهم أعلى منه، ولكن بعد التفكير قررت الزواج بمن أريد، وقلت: الرزق والغنى من الله، لأنني لا أعرف عن الرجال الآخرين شيئاً، ومن الممكن أن تكون مواصفاتهم غير مواصفات زوجي التي أحببتها فيه، فحياتي مع زوجي جميلة في مظهرها، ولكنني لا أشعر بالراحة، وكلما سمعت عن زواج إحدى الصديقات أو القريبات أتضايق، لأنهن أفضل مني، فقد تزوجن برجال أغنياء وأصحاب شهادات ومناصب، وأقارن أزواجهن بزوجي العادي البسيط، وأنظر لنفسي وحياتي بنظرة سلبية، وأقاوم ما بداخلي، وأملأ عيني من زوجي، دون أن أبين له ذلك الأمر، لكي لا أفسد ما بيننا من ود وتقدير.
أصبحت أكره رؤية إحدى قريباتي في أي اجتماع أو جلسة، لأنها تزوجت بدكتور وأصبحت أفضل مني، كما لا أرغب بالاجتماع بصديقاتي، لأنهن تزوجن من رجال أغنياء أصحاب مناصب معروفة في مدينتنا، وأراهن سعيدات، ويلبسن المجوهرات الثمينة، ويحملن الحقائب الجميلة والهدايا، أنا لا أحسدهن، وأعلم أنها أمور دنيوية، ولكنني أتمنى أن أكون مثلهن عند لقائي بهن، فلقد كانت ثقتي بنفسي كبيرة قبل زواجي وزواجهن، ولكنني الآن أشعر بأنني أقل منهن، وأنظر لنفسي نظرة دونية، رغم أنني كنت الأفضل منهن في السابق.
أصبحت أخاف من المستقبل، خاصة أن زوجي سوف يستقيل من عمله بعد حدوث مشكلة له، ليبدأ في مشروع خاص به، كما أخاف من الحمل، لأنني أريد أن يكون طفلي أفضل الأطفال في التربية والملبس وكل شيء، وأرغب بالولادة في مستشفى خاص، وأريد بيتاً ملكاً لنا، وأريد الاستقرار وأشياء كثيرة، ولا أريد أن يكون أحد أفضل مني، شعور أتعبني، وأعلم أنه موضوع تافه، لا أريد أن أكون مريضة بالحسد، ولا أتمنى زوال النعمة عن أحد، ولكن أريد مثلها، وأريد أن تتغير نظرتي للأفضل كالسابق، فكيف السبيل لذلك كله؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.