الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خفقان في القلب، وشعور بأن الأشياء من حولي غير حقيقية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أشكركم جميعا على المساعدات التي تقدمونها من خلال موقعكم الجميل والرائع، وأسأل الله لكم الأجر والتوفيق.

أنا شاب عمري 26 سنة، غير متزوج، كنت أعاني قبل 6 سنوات من أعراض خوف أتت بعد مشهد مرعب لمسحور كان يقول لي كلاما غريبا، ومكثت معي قرابة السنة، وأنا مريض بحالات خوف، ولم أترك مستشفى إلا وذهبت له، والنتيجة: لا يوجد شيء.

أقبلت على الصلاة والذكر حتى اختفت الحالة لمدة خمس أو ست سنوات ولله الحمد.

وقبل 8 أشهر كنت العب البلايستيشن، وفجأة مع الحماس أصابني خفقان غريب لدرجة أن قلبي كان يضرب بشدة دون سبب، تمالكت نفسي ومرت الحالة دون أي مشاكل، لكن في الليل في نفس اليوم كنت مع أحد أصدقائي وفجأة أحسست بأنني سوف أموت (حالة الفزع أو الهرع).

ومع درايتي وتعمقي الشديد وقرائتي للحالات النفسية شخصت نفسي أنها نوبة فزع وهرع، وكنت متعبا طوال 6 أشهر، ولكن ولله الحمد استطعت التغلب على الحالة بتوفيق الله، ومن ثم الصلاة والدعاء.

الآن مشكلتي خفقان القلب، وأعطيك أمثلة أحيانا أحس أن قلبي توقف لثانية ثم عاود العمل من جديد، أنا أثق أنها حالة نفسية لكن أحتاج أن اطمئن.

ذهبت إلى طبيب وأخبرته، وقام بعمل تخطيط وتحليل للدم، وقال: قلبك سليم، هنا اطمأننت أكثر.

لكن هناك شيء غريب يحدث لي أحيانا وهو: عندما أجلس على الكمبيوتر -أنا من عادتي أن أقضي معظم الوقت على الجهاز- وعند الوقوف بعد الجلوس أحس بخفقان بطيء؛ بمعني أن قلبي ينبض نبضا بطيئا، لكن طبيعيا بدون تسارع، ولكن مع دقة قوية مع كل نبضة، ويرافق هذه الحالة الشعور بأنني في حلم، ولا أربط الشعور بالحلم مع الخفقان، لكنه يأتيني حتى دون الخفقان، وأن الأشياء من حولي غير حقيقية.

أصبحت أتجاهل تلك الحالة، والحمد لله استطعت بعد الله أن أقطع نصف المشوار وبقي القليل منها.

والحالة الأخرى كذلك أصبحت خفيفة الظهور، وهي: أنني عند النوم أو في بداية النوم أصحو مع شهيق وكأنني أقاوم الموت!! شعور مخيف مضحك.

الآن ومنذ يومين تحديدا استطعت ولله الحمد التخلص من الكسل الذي كان معي طوال الستة أشهر؛ أي أنني لا أستطيع أن أجلس مستيقظا أكثر من 8 ساعات.

ولدي حالة أصابتني بعد المشكلة: أحس أحيانا أنني سوف أقع أو يغشى علي، ولكن حين أركز جيدا أجدها أوهاما، مع أنه شعور حقيقي كنت أشعر به!!

وأيضا لدي مشكلة تحريك القدمين أو هزها: كل من رآني يقول لي: ما بك متوتر؟ طبعا هي مستمرة معي إلى الآن.

أرجوكم أنا متأكد 100% أنني ولله الحمد سليم، لكني أحتاج أن أطمئن.

أنا أعاني من قولون هضمي وعصبي، وأحيانا الغازات لا تخرج، وإن خرجت عن طريق التجشؤ يخرج الطعام إلى فمي وكأنها حالة استفراغ.

أتركم لكم التشخيص.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل النوبة التي كانت قد أصابتك هي نوبة هرع وفزع، وبعد ذلك تواصل مسلسل المخاوف والوساوس والتوترات، وهذا كله نتج عنه الأعراض النفسوجسدية، والآن مشكلتك هي خفقان القلب؛ حيث إن الضربات تنخفض أو تضعف حسب ما تحس أنت، ثم ترجع لطبيعتها، وهذا يُشكِّل لك هاجسًا وقلقًا وتوترًا.

الذي أراه - أيها الفاضل الكريم -: أنك لا تعاني من مرض عضوي، هذه حالة قلقية مائة بالمائة، لكن – حتى تتأكد أكثر – أرجو أن تذهب وتقابل طبيب القلب، وفي هذه المرة تحتاج لفحص يسمى فحص الـ (هولتر)، وهذا يتم من خلاله رصد كل ضربات القلب لفترة أربعٍ وعشرين ساعة، ثم بعد ذلك يتم قراءتها وتحليلها بواسطة المختص، هو فحص بسيط جدًّا، لكنه مفيد جدًّا؛ لأنه يعطينا صورة كاملة عن نشاط القلب لمدة أربعٍ وعشرين ساعة.

فإذا كان بالإمكان الذهاب وإجراء هذا الفحص، أعتقد هذا سوف يوضِّح كل شيء حول هذه النبضات التي تقوى ثم تضعف، (وهكذا). وهذا النوع من التغيرات نشاهده أيضًا في القلق، أو عند الذين يتناولون كميات كبيرة من الشاي أو القهوة، أو الذين يُدخنون؛ حيث أن التسمم بالنيكوتين أيضًا يؤدي إلى مثل هذه الأعراض.

أعراض القولون العصبي التي تعاني منها قطعًا مرتبطة بحالة القلق والتوتر التي أنت فيها. بعد أن تتأكد من نبضات قلبك – وإن شاء الله تعالى هي سليمة – أقول لك هنا: علاجك الأساسي سيكون في تمارين الاسترخاء وانظرها في استشارتنا: (2136015)، وممارسة الرياضة، والتفكير الإيجابي، وتجاهل ما هو سلبي واصرف انتباهك عنه، وإدارة وقتك بصورة صحيحة... هذه هي الأسس الرئيسية التي سوف تساعدك، وتعالج حالتك - إن شاء الله تعالى -.

أضف إلى ذلك أنك تحتاج لتناول دوائين:

الأول: يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد) ويسمى في المملكة تجاريًا (جنبريد) دواء جيد ومفيد جدًّا، تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا – أي كبسولة واحدة – ليلاً لمدة أسبوع، ثم اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة صباحًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

أما الدواء الآخر فهو يعرف تجاريًا باسم (زولفت) واسمه الآخر (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) تناوله بجرعة نصف حبة لمدة شهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

هذه الأدوية - إن شاء الله تعالى – سوف تفيدك كثيرًا، وكل ما بك سوف يزول، خاصة إذا طبقت ما ذكرتُه لك من إرشاد، أضف إليه: ضرورة أن تنام مبكرًا، وقطعًا الابتعاد عن الشاي والقهوة بقدر المستطاع، أو تناولها بكميات بسيطة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً