الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالفعل النوبة التي كانت قد أصابتك هي نوبة هرع وفزع، وبعد ذلك تواصل مسلسل المخاوف والوساوس والتوترات، وهذا كله نتج عنه الأعراض النفسوجسدية، والآن مشكلتك هي خفقان القلب؛ حيث إن الضربات تنخفض أو تضعف حسب ما تحس أنت، ثم ترجع لطبيعتها، وهذا يُشكِّل لك هاجسًا وقلقًا وتوترًا.
الذي أراه - أيها الفاضل الكريم -: أنك لا تعاني من مرض عضوي، هذه حالة قلقية مائة بالمائة، لكن – حتى تتأكد أكثر – أرجو أن تذهب وتقابل طبيب القلب، وفي هذه المرة تحتاج لفحص يسمى فحص الـ (هولتر)، وهذا يتم من خلاله رصد كل ضربات القلب لفترة أربعٍ وعشرين ساعة، ثم بعد ذلك يتم قراءتها وتحليلها بواسطة المختص، هو فحص بسيط جدًّا، لكنه مفيد جدًّا؛ لأنه يعطينا صورة كاملة عن نشاط القلب لمدة أربعٍ وعشرين ساعة.
فإذا كان بالإمكان الذهاب وإجراء هذا الفحص، أعتقد هذا سوف يوضِّح كل شيء حول هذه النبضات التي تقوى ثم تضعف، (وهكذا). وهذا النوع من التغيرات نشاهده أيضًا في القلق، أو عند الذين يتناولون كميات كبيرة من الشاي أو القهوة، أو الذين يُدخنون؛ حيث أن التسمم بالنيكوتين أيضًا يؤدي إلى مثل هذه الأعراض.
أعراض القولون العصبي التي تعاني منها قطعًا مرتبطة بحالة القلق والتوتر التي أنت فيها. بعد أن تتأكد من نبضات قلبك – وإن شاء الله تعالى هي سليمة – أقول لك هنا: علاجك الأساسي سيكون في تمارين الاسترخاء وانظرها في استشارتنا: (
2136015)، وممارسة الرياضة، والتفكير الإيجابي، وتجاهل ما هو سلبي واصرف انتباهك عنه، وإدارة وقتك بصورة صحيحة... هذه هي الأسس الرئيسية التي سوف تساعدك، وتعالج حالتك - إن شاء الله تعالى -.
أضف إلى ذلك أنك تحتاج لتناول دوائين:
الأول: يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد) ويسمى في المملكة تجاريًا (جنبريد) دواء جيد ومفيد جدًّا، تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا – أي كبسولة واحدة – ليلاً لمدة أسبوع، ثم اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة صباحًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
أما الدواء الآخر فهو يعرف تجاريًا باسم (زولفت) واسمه الآخر (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) تناوله بجرعة نصف حبة لمدة شهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.
هذه الأدوية - إن شاء الله تعالى – سوف تفيدك كثيرًا، وكل ما بك سوف يزول، خاصة إذا طبقت ما ذكرتُه لك من إرشاد، أضف إليه: ضرورة أن تنام مبكرًا، وقطعًا الابتعاد عن الشاي والقهوة بقدر المستطاع، أو تناولها بكميات بسيطة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.