السؤال
السلام عليكم..
في الحقيقة لا أعرف كيف أشرح حالتي, ولكن أود التلطف منكم كي تتفهموا ما هي مشكلتي.
أنا ولله الحمد تخرجت من كلية من كليات القمة بتفوق, وكنت أيضا بارة بوالدي وبكل أهلي, وأحافظ قدر إمكاني على ديني, ولكنني منذ فترة بدأت أقرأ في التفاسير وكتب العلماء, ومن هنا بدأت مشكلتي مع نفسي, وما يجول في صدري, ولا أخفي سرا لقد أصبت بالغم الشديد, وبضعف في الهمة والإرادة.
عندما أقرأ في القرآن أشعر براحة نفسية كبيرة, وأشعر برحمة وغفران, ولكن عندما أقرأ في تفسير بعض الآيات الخاصة بالنساء كنت في بعض الأحيان أبكى, مثال ذلك ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا) حين قرأت أن المقصود بالسفهاء هم النساء, وقول الضحاك أن النساء أسفه السفهاء.
وفى كثير من الأحاديث الصحيحة ما تفيد أن الفساق هم النساء لكفرهن العشير, وفى حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المرأة المؤمنة في النساء كالغراب الأعصم في الغربان فإن النار خلقت للسفهاء وإن النساء أسفه السفهاء إلا صاحبة القسط والسراج) وما على هذا المنوال من معان, ومن يقيني أن الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين, وأنه لا ينطق عن الهوى؛ أصبت من داخلي بحزن شديد, وأصبح الخوف من كل شيء أفعله, وأن لا مفر لي من النار, فكان الحديث عن النساء الأُوَل فكيف بي أنا, وتطاول الموضوع معي من هذه النقطة أني أصبحت أرهب الزواج بشكل رهيب.
فبعد أن كنت أرسم عن الزواج صورة جميلة جدا مبنية على أساس الاحترام المتبادل والسكن والمودة والرحمة -مع إقراري الكامل بوجوب طاعة الزوج- إلا أنني صرت أشعر بالخوف الشديد من الزواج, وأن لا بد للزوج من إرهاب زوجته كي يستقيم حالها (علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم).
فهي لا تخلوا من الاعوجاج, وأن قيمتها عند زوجها لا تزداد عن كونها دار مستأجرة كما فسرها الإمام الشافعي في شأن عدم وجوب نفقة علاج الزوجة على الزوج, ومواقف أخرى كثيرة لا يسعني الكلام عنها, حتى أحسست أني بزواجي سأنتقل من بيت يحيطني بكل العطف والحب إلى بيت لا أكون فيه إلا كالمستأجرة, ليس فيه شيء إلا ما يسد رمقي, ولا أستطيع حتى أن أعبر فيه عما يزعجني أو حتى أن أفكر أن أعبر عن رأيي -على الرغم أنى أعرف أن هذا لا يمكن أن يكون ولكن شعوري يدفعني دفعا لهذا الحال-.
ومن هنا بدأت مشكلتي تتفاقم, فبعد أن كنت ناجحة في كل أمور حياتي, علميا واجتماعيا, ومع كل أقاربي, وكنت أحظى بالثقة منهم حيث كانوا يستشيروني في كثير من أمورهم؛ فأشير عليهم بآراء يقرون بعدها أني أشرت عليم بالصواب؛ إلا أنني الآن فقدت الثقة في نفسي لا إراديا, فحين يستشيرني الآن أحدا يجول في صدري كلاما كثيرا؛ كيف أشير على أحد وأنا قليلة التمييز, وأن عقل الرجل أفضل, وفيه حكمة, فأتهرب من النصيحة بأي شكل.
وأنا الآن قد فقدت الثقة تماما في نفسي, ولم أعد قادرة على اتخاذ أي قرار خاص بي, ولا إراديا انعزلت عن كل الناس بل شبه انعزلت عن العالم تماما, وبعد أن كان عقلي متفتحا على كثير من النشاطات في الحياة أصبحت منغلقة على نفسي تماما, وأصبحت لا أعمل عقلي في أي شيء؛ خوفا من قصور عقلي, أصبح عمري يمر دون أن أفيد أحد أو أفاد, وأشعر بإحباط عملي لأني أفكر في مثل هذه الأمور.
وأيضا أحب أن أنوه أن من طبيعتي طوال عمري أني كنت أحكم العقل في كل شيء, ودعم هذا طبيعة دراستي التي تعتمد على المنطق العقلي البحت.
أرجو أن تفيدوني بشيء أخرج به من البوتقة التي وقع عقلي فيها, وأن أرسم طريقا صحيحا دون أن أشعر فيه باحتقار نفسي وعقلي, وهل أنا فعلا كاملة الأهلية لتحديد الطريق لحياتي.
آسفة على الإطالة.