السؤال
السلام عليكم..
أولا: أخاف أن أتكلم أمام مجموعة من الناس، وأخاف أن أسأل الدكتور في المحاضرة.
ثانيا: كلما أقمت علاقة مع أي شخص، ما إن تقوى العلاقة وتصبح بيني وبينه قوية، حتى يصبح مثل التنافر وتقل العلاقة.
السلام عليكم..
أولا: أخاف أن أتكلم أمام مجموعة من الناس، وأخاف أن أسأل الدكتور في المحاضرة.
ثانيا: كلما أقمت علاقة مع أي شخص، ما إن تقوى العلاقة وتصبح بيني وبينه قوية، حتى يصبح مثل التنافر وتقل العلاقة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مشكلتك الأولى هي: الشعور بالخوف وعدم الارتياح إذا تكلمتَ أمام مجموعة من الناس، وهذا جعلك أيضًا تجد صعوبة ولا تسأل المحاضر أثناء المحاضرة، والمشكلة الثانية هي: أن علاقاتك مع الآخرين بعد أن تُصبح قوية يأتيك شعور بعد ذلك أن هذه العلاقة أصبح فيها التنافر.
بالنسبة لموضوع أنك تجد صعوبة في التحدث أمام الناس أو سؤال المُحاضر: ليس من الضروري أبدًا أن يكون هذا مرضًا، الإنسان قد يتوجس، قد يتخوف، لا يحس بالارتياح أمام الغرباء والمجموعات الكبيرة من الناس، والخوف من سؤال المحاضر أيضًا قد ينشأ عن نوع من الخوف بأنك لا تستطيع لا تضع سؤالك بصورة صحيحة أو سليمة، أو ربما يحدث لك تلعثم أو شيء من هذا القبيل.
هذه الدرجة البسيطة مما يسمى بالقلق الاجتماعي أو الخوف أو الرهاب الاجتماعي، والخوف الاجتماعي أيًّا كانت درجته -وأعتقد في حالتك أن الدرجة بسيطة جدًّا- هو سلوك مكتسب، قد تلعب شخصية الإنسان فيه دورًا، أو ربما يكون مررت بأحداث معينة جعلتك تهاب هذه المواقف الاجتماعية.
علاج هذا الأمر يكون من خلال أن تقوم بضده، وهذا هو كل العلاج السلوكي، ونقصد بذلك: أن تصر على أن تواجه الناس، أن تتكلم أمامهم، وبالنسبة للمحاضرات أن تجلس في الصف الأول دائمًا، هذا نوع من التمهيد لإزالة الخوف، وبعد ذلك تُجرب مع نفسك، بل تُصر أن تسأل المحاضر سؤال أو سؤالين في كل محاضرة، وهذا بهدف العلاج.
بخلاف ذلك أو إذا لجأت إلى التجنب والابتعاد فإن هذا يؤدي إلى المزيد من المخاوف، وحتى تسهل عملية المواجهة هذه وضع علماء السلوك برنامجًا يُسمى (التعرض في الخيال) وخلال هذا البرنامج تتصور نفسك أمام مجموعة كبيرة من الناس بدأ تُقدم عرضًا أمامهم، أو تتكلم في موضوع ما أمامهم.
وبالنسبة لموضوع الخوف في المحاضرات أيضًا ضع صورة ذهنية مشابهة، وهي أنك تجرأت وسألت أحد أصعب المحاضرين والذي يهابه الجميع، أنت قمت بسؤاله أكثر من مرة، هذه الخيالات يجب أن تُطبقها، وتطبقها بالطبع أكثر من مرة في اليوم، وإن أحسنت ذلك سوف تجد في خلال عشرة أيام إلى أسبوعين أن موضوع الخوف أصبح يقل جدًّا، لا تتجنب لا في الخيال ولا في الواقع، وهنالك وسائل سلوكية وتربوية كثيرة يستفيد منها الإنسان لمواجهة الخوف الاجتماعي، أهم هذه السبل:
1) الحرص على صلاة الجماعة في المسجد، صلاة الجماعة تدفعك دفعًا إيجابيًا لتكسر حدة الخوف.
2) الرياضة الجماعية أيضًا –أي تمارس الرياضة مع مجموعة من أصدقائك– هذا فيه خير كبير لك.
3) تطوير مهاراتك الاجتماعية البسيطة من خلال: أن تنظر إلى الناس في وجوههم، أن تبدأ دائمًا بالسلام، أن تُحيِّي بتحية أحسن مما حُييتَ بها، الناس الذين تألفهم أكثر من مخالطتهم والحديث معهم، وهذا قطعًا يُمهد لك كثيرًا محادثة ومقابلة الغرباء أو العدد الكبير من الناس.
الجزئية الثانية في سؤالك: أعتقد أنها مجرد مشاعر وسواسية، العلاقات الإنسانية بين الناس تتفاوت في قوتها، والذي أنصحك به هو: ألا تندفع في علاقاتك، الاندفاع في العلاقات يؤدي إلى الاندفاع في قطعها، والصحبة الطيبة دائمًا تستمر، فأرجو أن تبني علاقاتك على هذا الأساس، ولا تتوجس كثيرًا حول هذا الأمر، ولا أرى أنك في حاجة لعلاج دوائي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.