السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، بلغت من الكبر عتياً، ولم أكن بدعاء ربي شقياً، فقد تجاوزت سن الأربعين، ولم يقدر الله لي الزواج.
علما أني ناجحة في العمل، مستقرة اجتماعياً مع عائلتي، وهدفي في الحياة إرضاء ربي، وإسعاد نفسي، ومن حولي، كنت أحلم كأي فتاة بالزوج الصالح الذي يعينني على أمر ديني ودنياي، ولم يقدر الله لي حتى الآن.
منذ عام استدعى عملي التعامل مع أحد الأشخاص هو أخو صديقة جديدة، وإذا بي من أول اتصال تخالجني مشاعر غريبة بالارتباك والميل له، وكلما اتصلت به تنتابني نفس المشاعر حتى استدركت أنها مشاعر حب تجاه إنسان لم أكن أعرف عنه شيئاً البتة حتى لا أعرف شكله، ولا عمره، وما إذا كان متزوجا، أو على دين أم لا.
استغربت من هذه المشاعر فصارحت صديقتي بها ولم تستنكرها واكتفت قائلة لي ربما يكون هو قدرك وأنت قدره، واستحلفتها بالله أن تبقي الأمر سراً بيننا، وما عرفت عنه أنه غير متزوج هو مطلق، ويصغرني بثلاث سنوات، ولا يفكر بالزواج، ومن خلال تعاملي معه تبين لي أنه على خلق رفيع، هو يعمل بالتجارة، ولكنه غير موفق فيها، فلا يملك دخلا ثابتا ومتكاسلا لا يسعى لتطوير وتحسين وضعه، عرفت من أخته بعلاقة له غير مستقرة مع فتاة، ولكن أهله يرفضون الارتباط بها، ثم علمت منها أنها قد تكون انقطعت هذه العلاقة، وأنها هي من تلاحقه.
على الرغم من ذلك أدعو له كثيراً، وقد سعيت من خلال أخته، وبطريق مباشر على مساعدته في تجارته، وقد نجحت في مسعاي، ولكن هذه مساعدة مؤقتة، وانتهت.
لا توجد بوادر ولا علامات من طرفه، وأخته تعرف بمعاناتي، وأنا صابرة محتسبة، لا أملك من أمري شيئاً سوى الدعاء، ربما فتحت باب المساعدة كي أشبع حاجة عندي بالتواصل، وربما تسخير من الله له، مر العام وأكثر وما زلت أعاني، وانقطع التواصل بانقطاع السبب فأحس مرات بفتور المشاعر، ومرات تنبعث من جديد، وسبيلي الدعاء والاستغفار، أحياناً اشعر أنه يبادلني المشاعر، ولكن ظروفه تمنعه من الارتباط، وقد أكون مخطئة.
العمر يمضي، ولا أعلم تدبيراً حتى سمعت وقرأت مؤخراً بجواز خطبة المرأة لنفسها.
صديقة أخرى تستغرب موقف الأخت أنها لم تحاول أن تسعى بالتلميح مثلاً فقلت لها ربما فعلت، ولكنه رفض ولا تصارحني أو ربما قسمها لي يمنعها وربما ترى أننا غير مناسبين نظراً لظروفه، وهي تكتفي دائماً بقول الأمر بيد الله، وما هو مقدر مكتوب، ما رأيكم وما مشورتكم لي؟
جزاكم الله خيراً.