السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابنتي البالغة من العمر أربع سنوات دائمة الحركة, وتركيزها قليل عندما أدرِّسها, ولكنها تركز على الأشياء التي تعجبها, وتتصرف تصرفات بدون خوف, وعندما تتأذى تكابر على الألم, أكلمها في ذلك فتقول: مريم صديقتي كثيرة الحركة ولا تفكر بالخطورة.
هي لا تحب البنات, ولا ألعابهن, ولا لباسهن, ولا تلعب معهن, وتفضل صحبة الأولاد, وتطلب مني أن أنجب لها أخا, وفي نفس الوقت لديها لعبة صغيرة تلاعبها, وتغير لها ملابسها وتطعمها, وتعتبر نفسها أما لها, ولا تسمع كلامي, وتعاندني, وتقول لي: نعم سأصمت وبعدها تفعل الذي يحلو لها, فأنهار عصبية منها بحيث لا أستطيع أن أفكر بطفل ثانٍ بسببها, وكل عمل تعمله تزعجني به.
تبتعد عني منذ أن كانت صغيرة, ولا تقول أين أمي مثل باقي الأطفال, قبل شهرين تاهت مني وذهبت - من دون إذني - لمحل ألعاب, وخرجت منه, وذهبت للثاني, وأنا أبحث عنها, وجاءت الشرطة بها - وأنا منهارة- وهي غير مهتمة, قلت لها: لا تذهبي إلى أي مكان إلا بعد أن تستأذنيني, قالت: أردت أن أذهب إلى محل الألعاب, عندها بكيت فقالت لي: ابكي أكثر يا ماما! قلت لها سأموت, قالت لي: موتي يا ماما, أريد أن أراك تبكين, أو ميتة!
وكل يوم تحصل مصيبة لها, تعبت معها, وآخر شيء جعلني أفكر أنها غير طبيعية؛ أن لي عصفورا في البيت يطير ويلعب, أغلقت باب غرفتها حتى لا يخرج وداسته بقدمها, وحملته وصرخت خوفا مني: ماما العصفور لا أعرف ما حصل له, أول شي قالت: دسته, قلت لها: بلا قصد؟ قالت: نعم بلا قصد, بعدها استدرجتها في الحديث فصارحتني, وقالت: هي التي وطئته برجلها؛ لترى ماذا سيحصل, ولماذا هو بلا أم وأب وإخوة, قلت لها: ما علاقة هذا بقتله؟ قالت: أريد أن يكون له أم وأب وعائلة.
وهكذا حياتها, أقول لها شيئا, وتقول شيئا آخر, أعلم أنها تفهم, وأنها واعية, وتذهب للمدرسة العربية, علما أن لغتهم تختلف عنا قليلا, إضافة إلى أن الناس تتكلم لغة البلد الذي أنا فيه, وهي تفهم عليهم لأنها كانت تدرس في روضة سابقة لم تكن عربية, ولكونها في روضة عربية ودراستهم وكتابتهم كثيرة فقد أصبحت عاجزة عن القيام بحاجاتها الخاصة, فتقول للمدرِّسة: ألبسيني الحذاء, وانزعي عني الجاكت, والمدرِّسة تغضب منها, وتقول لها: اعملي كبقية الأطفال, وأساعدك إن احتجت شيئا صعبا, لكنها تعاند المدرِّسة كثيرا.
تعلمهم المدرِّسة أن الدب بني اللون, فتقول لها: لا يوجد عندي اللون البني, فتقول المدرسة لونيه بالأسود أو بالأصفر, فتلونه بالبني! وما إن تلتفت المدرِّسة إليها حتى تراها تلونه بالأحمر لأنها أرادته أحمر, وهكذا.
لا أستطيع السيطرة عليها, وبدأت أتخيل أنها مريضة نفسيا, أو بها توحد, علما أني لا أعرف التوحد ما هو, قد يكون بها خلل في الدماغ.
رجاء انصحوني, وساندوني, أين أذهب؟ وأنا مغتربة ووحيدة.
وشكرا.