الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنام كثيرا وكلما كلما قرأت كتابا أشعر بالملل والصداع، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا لهذا الموقع الجميل، وبارك لكم حلول شهر رمضان، أعاده الله علينا وعليكم في كل عام، وأدام عليكم الصحة والعافية.

مشكلتي هي:
- كلما قرأت كتابا أشعر بالملل وصداع ونعاس فظيع، لدرجة أني أنام ثم أستيقظ، وإذا رجعت أقرأ الكتاب تعاودني نفس الأعراض وأنام، وأحيانا أجاهد نفسي على البقاء مستيقظا إذا كان الأمر يخص دراستي فقط، عندما أفعل ذلك أحس بألم خفيف بصدري وملل.

- كثرة النوم، أنام أكثر من 9 ساعات، وعندما أسيقظ أبقى جالسة لساعة أو ساعتين أو أكثر مع الأهل، ثم أعاود النوم لساعتين أو أكثر إذا أحسست بالملل، وكلما استيقظت في الصباح الباكر أحس بحزن لا أعرف ما مصدره، وملل لعدم تغير حياتي.

- كسل وخمول ولا أشعر بنشاط أبدا.

- أحيانا أحس بألم في صدري أعلى المعدة كأن مادة تنزل مني، وألم يكون بشكل دائري أحيانا، وقد أستيقظ من النوم بسببه أو شعور كأنه ألم الجوع.

- أحس بهبوط بعض الأحيان أو بضباب في عيني، وأحس أحيانا وإن نمت جيدا أن عيني تصبح منتفختين وصغيرتين، مع أني نمت جيدا، وكل ما رآني أحد يقول لي: يبدو أنك لم تنامي جيدا.

- والنسيان بشكل فظيع، وأحس بصعوبة بنطق الكلام، وعدم استطاعتي في تكوين الجمل المفيدة.

- تضاءل نسبة الذكاء والتركيز لدي.

أرجو أن تعذروني لكثرة الأسئلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليندا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الأعراض هنالك مؤشرات قوية جدًّا أنها أعراض نفسية، لكن نحن دائمًا من أجل التأكد وجودة العمل ننصح بإجراء فحوصات طبية عامة في مثل هذه الحالة، وهذه الفحوصات الطبية يجب أن تشمل نسبة الدم –نسبة الهموجلوبين– وكذلك مستوى السكر، ومستوى هرمون الغدة الدرقية، هذه فحوصات مهمة وضرورية في مثل هذه الحالات؛ لأن اضطراب هرمون الغدة الدرقية مثلاً يمكن أن يؤدي إلى الخمول والتكاسل وافتقاد الدافعية، وكذلك ضعف الدم وفقره قد يؤدي إلى ذلك، وهكذا.

والإنسان حقيقة دائمًا من الأفضل له أن يقوم بهذه الفحوصات من وقت لآخر، مرة واحدة كل ستة أشهر مثلاً مراجعة طبيب الأسرة قد يكون أمرًا جيدًا ومفيدًا.

الجوانب النفسية كما ذكرت لك واضحة جدًّا في شكواك، وهي افتقاد الدافعية، وافتقاد الدافعية قد يكون سببه عدم استشعار أهمية الأمر.

الإنسان إذا وضع هدفًا معينًا واستشعر أهميته هذا يحسن من طاقاته ودافعيته نحو الإنجاز، أنت في هذه المرحلة مطالبة بأن تنظري إلى أهمية التعليم، والبحث نحو التميز والتفوق، هذا يحسن من الدافعية، والذي سوف يساعدك أكثر هو أن تنظمي وقتك، فمن حقك أن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة، ومن حقك أن ترفهي عن نفسك بما هو مباح ومتاح، ومن حقك أن تتواصلي اجتماعيًا، هذه كلها تتم من خلال إدارة الوقت بصورة صحيحة، حتى تعطي أيضًا الدراسة الوقت المعقول الذي تتطلبه المواد الدراسية.

إذن يجب أن يكون منهجك هو تنظيم الوقت، واستشعار أهمية العلم، وأنا حقيقة أنصحك بالدراسة في المكتبة، الدراسة في المكتبات مفيدة، لأن الإنسان يحس بحافز الجماعية مع الآخرين، حين تدرس في مكان للعلم تحس أن الظرف النفسي والجغرافي والبيئي الذي حولك محفز جدًّا، وهذا يجعلك تدرس وتستوعب بصورة أفضل ويكون التركيز أفضل.

أمر آخر مهم وهو: أن ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة في مثل حالتك مهمة جدًّا، لأن الرياضة تحسن من الدافعية وتزيد من النشاط الجسدي، وكذلك النشاط النفسي، فكوني حريصة على ذلك.

أعراض ألم الصدر، وكذلك الصداع، وحتى الشعور بالملل، أنا أعتقد أنها مؤشرات أيضًا لوجود قلق اكتئابي بسيط، وكل الذي ذكرته لك من إدارة جيدة للوقت ومن ممارسة للرياضة ومن تفكير إيجابي وتذكر قيمة العلم والسعي نحو التميز، هذا كله يؤدي إلى تغيير إيجابي، وإن شاء الله تعالى تكون الفحوصات طبيعية، وإذا كان هنالك أي نقص في الدم أو في الهرمون سوف يقوم الطبيب بإعطائك العلاج التعويضي.

أرى من جانبي أنه لا بأس أبدًا إذا تناولت أحد الأدوية المحسنة للمزاج والتي تفيد في تحسين الدافعية، منها عقار بروزاك، عقار معروف جدًّا وسليم جدًّا ولا يتطلب أي وصفة طبية، يمكن تناوله بجرعة كبسولة واحد في اليوم لمدة أربعة أشهر، ويفضل تناوله بعد الأكل، وبعد ذلك يمكن التوقف عن تناوله، لكني لا أريدك أبدًا أن تستعجلي في تناول البروزاك، هذا يجب أن يكون الحل الأخير، خاصة أن التأكد من سلامة الفحوصات الجسدية مهمة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً