[طرق حديث أبي هريرة : ]
378 - حدثنا أنا إسحاق ، ثنا جرير ، أبو فروة الهمداني ، عن عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، أبي هريرة ، قالا : وأبي ذر ، محمد! ، فرد عليه السلام ، ثم قال له : أدنو يا محمد ؟ ! قال : " ادن " ! فما زال يقول : أدنو يا محمد ؟ ! ، فيقول محمد : " ادن " حتى وضع يديه على ركبتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا محمد! ، ما الإسلام ؟ قال : أن تعبد الله ، ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت " ، قال : فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت ؟ ! قال : " نعم " ! قال : صدقت ، فأنكرنا منه قوله : صدقت .
قال : يا محمد! ، فأخبرني عن [الإيمان ؟ ، قال : " أن تؤمن بالله ، والملائكة ، والكتاب ، والنبيين ، وبالقدر كله " ] فقال : يا محمد ، أخبرني عن الإحسان ؟ ! ، قال : " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك ، " قال : صدقت ، قال : يا محمد! ، فأخبرني عن الساعة ؟ ! ، قال : فنكس ولم يجبه ، ثم عاد فلم يجبه ، ثم عاد فلم يجبه ، ثم رفع رأسه فحلف بالله ، أو قال : " والذي بعث محمدا بالهدى ، ودين الحق ، ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، ولكن لها علامات تعرف بها ، إذا رأيت رعاء [ ص: 387 ] البهم ، يتطاولون في البنيان ، ورأيت الحفاة العراة ، ملوك الأرض ، وإذا ولدت الأمة ربها ، في خمس من الغيب لا يعلمها إلا الله " ، ثم قرأ : ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ) ، إلى ( عليم خبير ) ، ثم سطع غبار من السماء ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والذي بعث محمدا بالهدى ، ودين الحق ، ما أنا بأعلم به من رجل منكم ، وإنه لجبريل ، جاء ليعلمكم في صورة دحية الكلبي " . كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجلس بين ظهراني أصحابه ، فيجيء الغريب ، فلا يعرفه ، ولا يدري أين هو ، حتى يسأل ، فقلنا : يا رسول الله! لو جعلنا لك مجلسا ، تجلس فيه ، حتى يعرفك الغريب ، فبنينا له دكانا من طين ، فكنا نجلس بجانبيه ، فكنا جلوسا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - محتب في مجلسه ، إذ أقبل أحسن الناس وجها ، وأطيب الناس ريحا ، وأنقى الناس ثوبا ، كأن ثيابه لم يصبها دنس ، حتى سلم من عند طرف [ ص: 386 ] السماط ، فقال : السلام عليك يا [ ص: 388 ]