الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر ولقد تركناها آية فهل من مدكر قال قتادة أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الأمة

                                                                                                                                                                                                        4588 حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فهل من مدكر [ ص: 485 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 485 ] قوله : باب تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر زاد غير أبي ذر الآية التي بعدها ، وهي التي تناسب قول قتادة المذكور فيه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قال قتادة : أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الأمة ) وصله عبد الرزاق عن معمر عن قتادة بلفظه وزاد : " على الجودي " . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة قال : " أبقى الله السفينة في أرض الجزيرة عبرة وآية حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة نظرا ، وكم من سفينة بعدها فصارت رمادا " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن الأسود ) في الرواية التي بعده ما يدل على سماع أبي إسحاق له منه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أنه كان يقرأ فهل من مدكر ) أي بالدال المهملة ، وسبب ذكر ذلك أن بعض السلف قرأها بالمعجمة ، وهو منقول أيضا عن قتادة . ثم ذكر المصنف لهذا الحديث خمس تراجم في كل ترجمة آية من هذه السورة ، ومدار الجميع على أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد ، وساق في الجميع الحديث المذكور ليبين أن لفظ " مدكر " في الجميع واحد . وقد تكرر في هذه السورة قوله : فهل من مدكر بحسب تكرر القصص من أخبار الأمم استدعاء لأفهام السامعين ليعتبروا ، وقال في الأولى " وقال مجاهد : يسرنا : هونا قراءته " وقال في الثانية عن أبي إسحاق أنه سمع رجلا سأل الأسود : فهل من مدكر أو مذكر ؟ أي بمعجمة أو مهملة ، فذكر الحديث وفي آخره " دالا " أي مهملة . ولفظ الثالث والرابع كالأول ، ولفظ الخامس عن عبد الله " قرأت على النبي - صلى الله عليه وسلم - من مذكر - أي بالمعجمة - فقال : فهل من مدكر " أي بالمهملة . وأثر مجاهد وصله الفريابي وسيأتي في التوحيد ، وقوله " مدكر " أصله مذتكر بمثناة بعد ذال معجمة ، فأبدلت التاء دالا مهملة ثم أهملت المعجمة لمقاربتها ثم أدغمت ، وقوله في الطريق الرابع " حدثنا محمد حدثنا غندر " كذا وقع محمد غير منسوب وهو ابن المثنى أو ابن بشار أو ابن الوليد البسري ، وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية محمد بن بشار بندار ، وقوله في الخامسة " حدثنا يحيى " هو ابن موسى .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية